نفذت جماعة أنصار الشريعة المُنبثقة عن تنظيم القاعدة في اليمن، عملية دهم واسعة في أحياء منطقة فوة وديس المكلا بحثا عن خلايا نائمة موالية لجماعة الحوثي الإرهابية. وشاركت في العملية قوة كبيرة تابعة للتنظيم، استهدفت الفنادق والمطاعم الشعبية والمحال التجارية والشقق السكنية التي يتوقع تخفي عناصر حوثية فيها. وقالت مصادر مقربة من القاعدة إن عملية الدهم أسفرت عن اعتقال خلية موالية للحوثيين في أحد المطاعم الشعبية بديس المكلا، وأن مُسلحي التنظيم المتشدد شوهدوا وهم يقتادون عددا من الأشخاص على متن أحد الأطقم العسكرية. وجاءت هذه العملية عقب انتشار معلومات تتحدث عن دخول كميات من الأسلحة إلى المكلا قادمة من صوب محافظة المهرة، من دون أن تحدد تلك المعلومات هوية الجهة التي تسلمت تلك الأسلحة. وكان مصدر محلي بالمدينة أشار إلى أن نقطة تفتيش أقامها عناصر أنصار الشريعة خارج المكلا استطاعت قبل أيام تدمير شاحنتين تحملان سلاحا كانتا تريدان الدخول للمدينة، قادمتين من اتجاه محافظة شبوة. كما شهدت المكلا تظاهرة شعبية حاشدة طافت أحياء المدينة مُنددة بالجرائم البربرية البشعة التي ترتكبها ميليشيات الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق المخلوع علي عبدالله صالح بحق المدنيين في العاصمة الجنوبية "عدن" وبقية المحافظات. ورفع المتظاهرون صورا لضحايا الجرائم التي يقوم بها الحوثيون ضد المدنيين في عدن، كما قاموا بإحراق صور لقائد المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي، فيما رفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات شكر للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية. إلى ذلك، تفاجأ المجلس الأهلي الحضرمي، ببسط تنظيم القاعدة سيطرته على ميناء المكلا، وقال الأمين العام للمجلس الأهلي الشيخ عبدالحكيم بن محفوظ، إنهم وحتى اللحظة لم يطلعوا على تفاصيل هذه العملية ودوافعها، مشيرا إلى أن هنالك أحاديث عن قيام بعض المهربين باستخدام الميناء في أعمالهم غير الشرعية مستغلين خلو الميناء من الحماية الأمنية والعسكرية عقب هروب قوات الأمن والجيش من المكلا. على صعيد آخر، ظهر القيادي البارز في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خالد عمر باطرفي المعروف باسم "أبومقداد الكندي" في تسجيل مرئي تم بثه وهو ينعي مقتل القيادي بالتنظيم "نصر بن علي الآنسي" في غارة جوية نفذتها أخيرا طائرة بدون طيار، يعتقد أنها أميركية استهدفت عناصر التنظيم بالمكلا قبل نحو ثلاثة أسابيع. وتُشير بعض المصادر الإعلامية أن الآنسي، الذي ولد في محافظة تعز اليمنية في أكتوبر عام 1975 انخرط في القتال في البوسنة عام 95 قبل أن يعود إلى اليمن التي انطلق منها صوب كشمير ومنها إلى أفغانستان حيث التقى هنالك بزعيم التنظيم أسامة بن لادن، الذي كلفه القضايا الإدارية قبل أن يشارك في معسكرات تدريب قبل أن يعود لليمن مُجددا. وكان الآنسي عاد إلى اليمن بعد أحداث 11 سبتمبر، وسُجل آخر ظهور له، في تسجيل مرئي يتبنى من خلاله الهجوم الذي شنه مسلحان على مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، في يناير 2015 الذي أوقع 12 قتيلا بينهم شرطيان فرنسيان.