ساعات قليلة فصلت بين توعد المتحدث باسم عمليات التحالف العربي العميد أحمد عسيري للمتمردين الحوثيين بتحمل فاتورة التجرؤ على الحدود السعودية وقصف المدنيين في نجران وجازان، وبين التنفيذ الفعلي لذلك الوعيد. حيث أغارات الطائرات العربية على مواقع الإرهابيين في صعدة وعمران، ودكت المقاتلات أهدافها المرسومة بكل دقة. يأتي ذلك فيما واصلت المقاومة الشعبية توجيه ضرباتها للانقلابيين في عدد من المدن وجبهات القتال. وكانت طائرات التحالف شنت غارات مكثفة على مواقع تابعة لجماعة الحوثي في صعدة وعمران شمال اليمن، استهدفت مركز قيادة للحوثيين بمنطقة الساقين غرب صعدة، ومجمعا للاتصالات في منطقة المثلث، كما دمرت مركزين للتحكم والسيطرة ببني معاذ في صعدة. وفي صعدة القديمة، دكت طائرات التحالف مصنعا للألغام، كما قصفت أيضا مبنى حوله المتمردون إلى موقع لعملياتهم العسكرية، وموقعا آخر في قمة الجبل بمحافظة صعدة. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن غارات التحالف استهدفت مناطق مختلفة في صعدة، منها جبل ذي نمر وبعض الوحدات العسكرية المتنقلة. وأضافت المصادر أن الغارات التي شنتها طائرات التحالف اتسمت بالقوة الشديدة، والدقة المتناهية، حيث دمرت الصواريخ الأهداف التي تم تحديدها مسبقا، وحولتها إلى أنقاض من التراب. وتجنبت في الوقت ذاته الإضرار بالمدنيين، وتابعت أن جثث عشرات المقاتلين الحوثيين تناثرت فوق المكان. وكان المتحدث باسم تحالف عملية إعادة الأمل، العميد الركن أحمد عسيري، قال في تصريحات صحفية إن المعادلة اختلفت، وإن قوات التحالف والقوات السعودية المسلحة سترد على اعتداءات الحوثيين بقوة، وبشكل غير محدود بزمان أو مكان. وقال عسيري إنه سيتم انتزاع المبادرة من الحوثيين. وسيتم استهداف مقار قادتهم وكل من تتبين مسؤوليته عن قصف الأراضي السعودية، مشددا على أنه لن تكون هناك حدود للرد. في سياق ميداني، لقي 17 من مسلحي جماعة الحوثي مصرعهم في اشتباكات عنيفة جرت في مدينة عتق بمحافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، وقالت مصادر إعلامية إن المقاومة الشعبية شنت هجوما واسعا من ثلاثة اتجاهات على المدينة، وتقدمت باتجاه المدخل الشرقي بهدف استعادته من قبضة جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وقالت مصادر ميدانية إن مقاتلي القبائل فرضوا حصارا على ميليشيات الحوثي في المدينة من كل الاتجاهات. وفي مدينة عدن، أكدت مصادر طبية سقوط قتلى وجرحى في الاشتباكات الدائرة بمناطق عدة، لا سيما حي التواهي، ودار سعد، بين المقاومة الشعبية من جهة، وميليشيا الحوثي وفلول صالح من جهة ثانية. أما في مدينة تعز، فقد قتل تسعة من الحوثيين وقوات المخلوع في مواجهات مع المقاومة الشعبية بمعسكر العروس. وأشارت مصادر إلى أن محطة المخا البخارية التي تعد ثاني أكبر محطات الكهرباء، وتزود البلاد بثلث إنتاجها توقفت عن العمل بشكل كامل للمرة الأولى منذ إنشائها عام 1987 بسبب نقص الوقود لتشغيلها. أما في محافظة حضرموت، فتسلم المجلس الأهلي الحضرمي مطار الريان الدولي بمدينة المكلا، حيث قال رئيس المجلس عمر بن الشكل إن المطار يخضع الآن إداريا وأمنيا للمجلس، مضيفا أن المطار سيكون جاهزا للعمل الأحد المقبل وسيستقبل المواطنين العالقين في مطارات العالم. وعلى صعيد، مأرب، شهدت جبهات القتال بين المقاومة الشعبية مسنودة بالجيش وميليشيات الحوثي وصالح مواجهات عنيفة، وسط انهيار مريع للحوثيين وقوات المخلوع صالح، وفرار جماعي للميليشيات وسط تقدم المقاومة وخسائر فادحة في صفوف الميليشيات، والاستيلاء على عتاد عسكري كبير. وقال شهود عيان بمنطقة فرضة إن قرابة 30 حوثيا وصلوا إلى الفرضة سيرا على الأقدام، فارين من معركة مجزر.