تقدم اليمن بطلب رسمي أمس إلى مجلس الأمن، داعياً إلى تدخل بري عاجل في اليمن، والقيام بعملية إنقاذ كاملة لمدينتي عدن وتعز. وأضافت الحكومة اليمنية الشرعية في رسالة سلمها سفير اليمن لدى المنظمة الدولية، خالد اليماني أن كثيرا من الأطفال والنساء قتلوا في مجزرة حي التواهي التي وقعت أول من أمس، كما اتهم اليمن الحوثيين بتعمد استهداف النازحين. وحثت الرسالة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان على توثيق الانتهاكات الهمجية ضد السكان العزل. وعرقلة الحوثيين لأعمال الإغاثة واستهداف الفرق الطبية. مشيرة إلى أن كل من ارتكب جريمة لن يفلت من العقاب وأن الحكومة ستستخدم كل السبل لتقديم الحوثيين والقوات المؤيدة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح للعدالة الدولية كمجرمي حرب. وكان وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، طالب في مؤتمر صحفي أول من أمس، قوات التحالف بالتدخل لمنع استهداف المدنيين في اليمن، مناشداً في ذات الوقت المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته والتحرك لحماية المدنيين وإنقاذ اليمن من ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح. وكانت دعوات تسارعت عقب المجزرة التي استهدفت النازحين في مدينة عدن، والتي راح ضحيتها 50 يمنياً، مطالبة التحالف العربي بتسريع التدخل البري لوقف جرائم الحوثيين وميليشيات المخلوع صالح، خصوصا أن المدينة باتت تواجه كارثة إنسانية نتيجة الجرائم التي تمادى فيها المتمردون، في ظل غيبة جيش وطني يردعهم. كما دعا قائد المقاومة الشعبية وكيل محافظة عدن، نايف البكري، قوى التحالف إلى سرعة التدخل البري لإنقاذ المدنيين من بطش الحوثيين وقوات المخلوع صالح، وإيقاف عمليات الإبادة التي يتعرض لها المدنيون على يد تلك الميليشيات. وقال "المتمردون يمارسون أقسى أنواع البطش بحق المدنيين، وأصابتهم ضربات المقاومة، وهجمات التحالف العربي بحالة من الهيستيريا، تدفعهم إلى الاعتداء على المدنيين، وتنفيس الأحقاد والغل الذي بداخلهم، وفي ظل الوضع الحالي، لا نستبعد أن يقوموا بارتكاب مزيد من المجازر". وأضاف البكري "هناك حاجة ماسة وملحة إلى تدخل بري عاجل، وأي تأخير في تحقيق ذلك قد تكون له تداعيات خطيرة على المستوى القريب، فالسكان يفتقدون لأبسط مقومات الحياة، ويعانون من انقطاع الماء والكهرباء، وهناك شبح مجاعة يلوح في الأفق، إضافة إلى انعدام الأدوية، وفوق كل هذا وذاك تمثل الاعتداءات الحوثية مصدر تهديد رئيسيا للمواطنين". من جهته، قال المحلل السياسي اليمني، باسم إبراهيم "لا بد من التدخل البري الدولي في اليمن، لضمان الحسم السريع لتخفيف معاناة الناس، والحد من توسع ميليشيات الحوثي وصالح، وتغيير المعادلة على الأرض بخلق مناطق عازلة وآمنة كي لا تترك البلاد للفوضى". ومضى بالقول "التدخل البري ليس بالضرورة أن يكون موسعا ويشمل جميع أنحاء اليمن، ويمكن في الأول أن يبدأ من عدن وتعز، وتهيئتهما كقاعدة تنطلق منها عمليات تحرير بقية أنحاء اليمن، إضافة إلى إحكام السيطرة على مناطق الموانئ، وقطع الإمدادات عن المتمردين. وفي الوقت الحالي ربما تكون عدن هي المرجحة للتدخل البري، كونها العاصمة المؤقتة للشرعية، وسيتم تأمينها إلى قاعدة العند وضواحيها، لأهمية عدن من الناحية الاستراتيجية الدولية، بالإضافة إلى امتلاكها المطار والميناء لفتح نافدة لليمن مع العالم".