في ضربة موجعة وصفها محللون سياسيون بأنها قاصمة للانقلابيين، أعلنت قبيلة نهد، أكبر قبائل جنوب اليمن التي تقع أراضيها في قلب وادي حضرموت، في منطقة حيوية تمر عبرها حركة التنقلات بين كل من المكلا عاصمة المحافظة وسيئون من جهة، وصنعاء من جهة أخرى، استمرار تأييدها للشرعية الدستورية المتمثّلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحكومة رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، وتأييدها لكل القرارات التي اتخذتها وتتخذها القيادة السياسية لحفظ أمن اليمن واستقراره، ومنها القرار الأخير بتعيين المهندس خالد بحاح نائبا لرئيس الجمهورية، مع احتفاظه برئاسة مجلس الوزراء. وكان الانقلابيون يعولون كثيرا على قبائل حضرموت، التي تثبت مع مرور أيام عاصفة الحزم رفضها لنهجه التآمري الذي يهدف إلى تدمير اليمن، وأكد الشيخ صالح بن ثابت النهدي، كبير مشايخ القبيلة وعضو مجلس الشورى اليمني في اتصال أجرته معه "الوطن" أمس في مقره بقارة آل ثابت أن موقف قبيلة نهد معروف ولم يتغير، وأن القبيلة لم تخرج يوما عن الشرعية، ولن تقف إلا ضد من يحاول زعزعة استقرار البلاد. وأنها تقف في خندق واحد مع حكماء وعقلاء اليمن، وأن ذلك قد أجمع عليه كل مشايخ نهد. مشيرا إلى أن هذا الموقف لا يقبل التأويل أو التفسير بغير ذلك، وأن قبيلة نهد ستسخر كل ما تملك من قدرات كي تبسط الشرعية نفوذها مجددا على كل الأراضي اليمنية حتى يستقر اليمن ويعود أفضل مما كان. وأبدى بن ثابت ثقته وقبيلة نهد في أن الأوضاع في اليمن كله ستعود لطبيعتها، وأن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيعود ليكمل عمله الذي كفله له الدستور رئيسا لليمن، مع ثقته أيضا في قدرة نائب الرئيس بحاح لقيادة الحكومة بمساعدة الدول الشقيقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، لإعادة إعمار اليمن بعد استقرار الأوضاع فيه، وهذه الثقة من معرفته الشخصية بالرجلين، وحرصهما على أن ينال اليمن أرضا وشعبا حقه في الأمن والرخاء. وعن الأوضاع في حضرموت قال إنها هادئة في الوادي، وإن هناك تعاونا بين كل قبائل حضرموت وكل شرائح المجتمع فيه من منطلق مسؤولياتها لحفظ أمن المحافظة، بالتعاون مع الشرفاء في الجهات الأمنية. وكان قائد المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت، اللواء عبدالرحمن الحليلي أعلن "تأييد قواته الكامل للشرعية الدستورية وللرئيس عبد ربه منصور هادي". وقال مصدر عسكري إن المنطقة التي تضم سبع وحدات عسكرية قتالية، هي لواءان مدرعان وثالث لحرس الحدود ورابع للمشاة وخامس للمشاة ميكانيكي، إضافة للوائي محوري العمليات، ثمود، والخشعة، تؤيد بأكملها شرعية هادي. جدير بالذكر أن عدد الجنود العاملين تحت إمرة الحليلي في المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت يبلغ 15 ألف مقاتل.