ليس هناك امرؤ مسلم لديه أدنى انتماء أو اعتزاز بدينه وعروبته، إلا وهو يؤيد التدابير التي اتخذها عاهل المملكة العربية السعودية سلمان بن عبدالعزيز ضد الحوثيين الانقلابيين في اليمن، انطلاقا من واجب النصرة لليمن السعيد، وحفاظا على استقرار وأمن بلاد الحرمين الشريفين والمنطقة، وردعا لفئة تشبعت بالفكر الاستحواذي التطرفي، وأصبحت تعبث بأمن بلادها، غير مبالين باستقرار المنطقة ككل. وإن عملية "عاصفة الحزم" ظهرت ملامحها منذ الوهلة الأولى، إذ كان الهدف الأساس منها هو حماية اليمن من ويلات الحرب الأهلية، والدفاع عن شعب اليمن الأبيّ، الذي تعرض منذ سنوات لاستباحة أرضه وتخريب ممتلكاته وزعزعة استقراره من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى داخلية وإقليمية ذات مطامع ومشاريع تخريبية في البلاد العربية. وإن تأكيد خادم الحرمين الشريفين أن "عاصفة الحزم" ستستمر حتى تحقق أهدافها، لدليل على "الحزم" وثبات الموقف والمبدأ الذي انطلقت منه هذه العملية، إذ ليس الهدف منها هو تحقيق غايات وأهداف معينة، أو إرغام الطرف المقابل على قبول اشتراطات معينة، بل استتباب الأمن للشعب اليمني وإعادة حريته، وإبعاد المنطقة من ويلات الفتن والحروب التي تريد إشعال فتيلها الفئة الحوثية المرتزقة. ولم يكن مستغربا تلك المواقف التي أبدتها دول وشعوب عدة، قدرت الموقف حق تقديره، وعرفت أطماع تلك الفئة الضالة "الحوثيين" في الاعتداء على دول الجوار، وفهمت مرادها من النيل من الأبرياء والمسالمين في اليمن والمنطقة، وتدعمها في ذلك قوى داخلية وخارجية جعلت نصب عينيها إرادة الشر للغير، ونشر المذهب الصفوي الضال. وإننا بصفتنا شعوبا إسلامية نؤيد كل التدابير التي اتخذها ولي أمر المسلمين وحاكم بلاد الحرمين الشريفين - أيده الله بنصره وتأييده - لما للمملكة العربية السعودية من مكانة روحية في قلوبنا، ولما حباها الله تعالى من رعاية وخدمة للحرمين الشريفين، ولأجل موقفها الحق البيّن والواضح في الدفاع عن بيضة الإسلام وحماية جنابه المطهر، ما جعل العالم أجمع يلتفون حولها، ويعلنون وقوفهم المطلق معها، وهي اليوم تمثل الأمل لأكثر من مليار مسلم في استعادة الأمة مكانتها واسترجاع حقوقها وإنصاف شعوبها. ولا أجدني إلا أن أرفع رأسي عاليا لتلك العزة التي انطلق منها "سلمان بن عبدالعزيز" وفقه الله وسدد خطاه، إذ لم يقبل بأن يعطى الدنية في دينه وكرامته وشهامته، ولم يختر موقف المتفرج أمام الصلف الحوثي، بل هب لنجدة شعب استنجد به للدفاع عن هويته ووطنه، لذا لم يتردد في إصدار أمره الكريم بالبدء بهذه العملية، وتكليف الأمير الشهم وزير الدفاع محمد بن سلمان، حفظه الله، بالإشراف المباشر على "عاصفة الحزم"، ليكون الحزم سيد الموقف حالا ومستقبلا، إن شاء الله تعالى.