فيما جدد طيران التحالف قصفه العنيف على مواقع الانقلابيين الحوثيين المدعومين من فلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في كثير من المواقع في اليمن، تواصلت المعارك العنيفة بين قوات المقاومة الشعبية والانقلابيين، كما واصل جنود المخلوع استسلامهم بالعشرات في مدينة عدن، بعد أن طالبتهم مساجد المدينة بتسليم أنفسهم، واستقبلت من بادر منهم وتجاوب وتعاملت معهم بإنسانية ووفرت لهم الغذاء والعلاج. واصل طيران "عاصفة الحزم" غاراته على مواقع المتمردين في صنعاء وذمار وشبوة وعدن. ففي صنعاء قصفت طائرات التحالف العربي فجر أمس معسكر "الوتدة" بمديرية خولان على الحدود بين محافظتي صنعاء ومأرب، وتحدث شهود عيان عن تصاعد أعمدة الدخان من المنطقة ورجحوا أن تكون نتيجة احتراق مخازن للسلاح في المعسكر. كما استهدفت الغارات مطار صنعاء وقاعدة الديلمي بأكثر من عشر غارات، إضافة إلى قصف استهدف معسكر أبي موسى الأشعري في الخوخة بالحديدة غرب البلاد، وأعقب القصف دوي انفجارات ضخمة في مخازن الأسلحة بالمعسكر. وفي ذمار بجنوب صنعاء وشبوة بغربها. ركزت طائرات التحالف على استهداف المواقع التي يتوقع أن يكون المتمردون قد خبأوا فيها أسلحة الجيش، التي قال المتحدث الرسمي باسم عاصفة الحزم، العميد أحمد عسيري، إنها تفوق الخيال، لكثرتها. في سياق ميداني، تمكنت المقاومة الشعبية في حي دار سعد في عدن من الاستيلاء على دبابة وكمية من القذائف. وقال مصادر داخل المقاومة إن الثوار حاصروا موقعا عسكريا كان يتمركز فيه عدد من الجنود الموالين للمخلوع، ويستهدفون منازل المواطنين، وقامت بمهاجمتهم والاستيلاء على الدبابة بعد هروب الجنود.وعلى صعيد حي كريتر بالمدينة نفسها، دارت اشتباكات عنيفة بين رجال المقاومة ومتمردي الحوثي المدعومين بجنود المخلوع صالح، وذلك عندما حاول المتمردون التقدم صوب الأحياء السكنية، إلا أن المقاومة تصدت لهم وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. كما وقعت مواجهات مماثلة في أحياء الشيخ عثمان، وخور مكسر، والمعلا، وقال شهود إن قوات موالية للحوثيين شنت قصفا مدفعيا على عدد من الأحياء السكنية بالمعلا. في غضون ذلك، بادر 70 من مليشيات الحوثيين إلى تسليم أنفسهم للمقاومة الشعبية في المدينة، حيث تقدموا رافعين أيديهم وألقوا أسلحتهم أمام رجال المقاومة بالقرب من مسجد أبي ذر الغفاري. واستقبلهم رجال المقاومة ووزعوهم على عدد من المباني الشاغرة بالمنطقة. وكانت مساجد المدينة قد رددت نداءات متكررة للمتمردين، تطالبهم بإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم. وتعهدت بمعاملتهم بصورة إنسانية وتأمين الغذاء والدواء لهم، وأمنتهم على أنفسهم وحياتهم، مما تسبب في إقبال كثيرين. وأشارت مصادر مطلعة إلى أنه يتوقع أن يقوم المئات من المتمردين بالاستسلام خلال اليومين المقبلين، نظراً للظروف الصعبة التي يعانون منها، حيث باتوا يفتقدون الغذاء والدواء، كما انقطعت صلتهم مع قيادتهم، بسبب الضربات المكثفة التي وجهتها طائرات التحالف الدولي لمواقعهم خلال الفترة الماضية. وفي أبين جنوبي البلاد، سيطرت المقاومة الشعبية على معسكر تابع للواء 115 في منطقة لاريب، بمدينة شقرة.أما في شبوة فلا زال رجال القبائل يحشدون قواهم تأهباً لطرد المتمردين من مدينة عتق، حاضرة المحافظة التي كانوا قد اقتحموها خلال الفترة الماضية. وأكدت مصادر قبلية أن المقاومة مصممة على تطهير المحافظة من كل فلول التمرد الانقلابية وجنود المخلوع صالح. مشيرة إلى أن رجال القبائل وجهوا تحذيرات للمتمردين، بضرورة تسليم أنفسهم والانسحاب من المحافظة، أو مواجهة الموت.