أكد سياسيون يمنيون أن القرار الذي أصدره الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بتعيين خالد محفوظ بحاح، نائباً له، إضافة إلى مهامه كرئيس للوزراء يمثل خطوة هامة في طريق التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة في اليمن. وأضافوا أن بحاح يحظى بقبول واسع وسط كل شرائح المجتمع اليمني، ما يجعله مؤهلاً لإحداث حراك سياسي قد يفضي إذا توفرت الإرادة لدى المتمردين إلى إعادة التئام أطياف المجتمع السياسي كافة وجلوسها إلى طاولة الحوار. وقال المحلل السياسي أحمد الوافي في تصريحات إلى "الوطن" إن السبب الرئيس في القبول الذي يتمتع به بحاح وسط كل مكونات المجتمع اليمني يعود إلى تمسكه بموقفه خلال بداية اندلاع الأزمة، ورفضه المزايدة، أو تقديم تنازلات، حتى وصل به الأمر إلى البقاء داخل منزله رهن الإقامة الجبرية التي فرضها عليه المتمردون لمدة قاربت شهرين، وأضاف "بحاح كان واضحا منذ بداية الأزمة، ورفض الانصياع لرغبات الحوثيين، الذين كانوا يريدون منه تبرير انقلابهم، عبر الاستمرار في رئاسة الحكومة، لكنه رفض ذلك، وتقدم باستقالته، وتمسك بها، ولم يلق بالاً لتهديدات الانقلابيين التي وجهوها له للتراجع عن الاستقالة، والاستمرار في تصريف أعمال الحكومة، وهذا الموقف الشجاع أكسبه احترام أبناء الشعب اليمني كافة، فقد كان موقفه واضحا، وهو أن شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي قد سلبت بواسطة الانقلابيين الحوثيين، وأنه لا مبرر لاستمراره في تصريف أعمال الحكومة". ومضى الوافي بالقول "هذا الموقف الشجاع، أكد صدق بحاح ووفائه للقيادة التي أتت به إلى كرسي رئاسة الوزراء، فالرجل قبل أن يبقى حبيس الإقامة الجبرية الظالمة التي فرضها عليه المتمردون لمدة قاربت الشهرين، في أجواء لا يسمع فيها سوى هدير الرصاص، لكنه لم يرهب تلك الأجواء، ولم يتراجع عن موقف، ورجل بهذه المواصفات أتوقع أن ينجح في إحداث حراك سياسي قد يفضي إلى جلوس الجميع إلى مائدة الحوار". وحول دعوة طهران إلى تشكيل حكومة جديدة، بالتوازي مع قرار الرئيس هادي بتعيين بحاح نائباً له، وما إذا كان ذلك يمكن أن يفسر على أنه موافقة ضمنية على استمرار بحاح على رأس الحكومة، قال الوافي "طهران تريد الإيحاء للحوثيين بموافقتها على تعيين بحاح، ولأن الغالبية العظمى من حلفائها الحوثيين هم من فئات غير متعلمة، فهي تهدف من وراء الدعوة في هذا التوقيت إلى إقناعهم بأنها لا تزال مؤثرة في المشهد الدولي. وأياً كان هدفها، فغالبية اليمنيين ينظرون إلى بحاح على أنه رجل المرحلة الذي يستطيع أن يقدم الكثير لوطنه".