أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمسكه بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار ورفضه استمرار الحوار بين القوى السياسية بصنعاء. وقال مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر إنه أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس هادي مساء امس لمناقشة آخر التطورات في اليمن. وذكر بنعمر في بيان له أن الرئيس هادي أكد تمسكه بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وبمخرجات الحوار الوطني كمرجعية وإطار لأي توافق سياسي يخرج اليمن من الأزمة الراهنة. وأضاف: "ناقشت مع الأخ الرئيس قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن، حيث عبر لي عن ارتياحه لمضمون القرار وتبنيه لكل ما جاء فيه سواء تعلق الأمر بالدعوات إلى سحب كل الإجراءات أحادية الجانب التي اتخذها أنصار الله وإدانة استعمال القوة لتحقيق أهداف سياسية، أو بالحوار وفق المرجعية التي توافق عليها اليمنيون وبرعاية من الأممالمتحدة". وأشار إلى أن هادي أبدى تحفظاته على استكمال الحوار في العاصمة صنعاء، حيث دعا نقله إلى "مكان آمن" يتوافق عليه المتحاورون. وأشار الى انه لمس من هادي "تمسكه المعهود عنه بأمن وسلامة واستقرار ووحدة اليمن". من جانب آخر اصدرت جماعة الحوثي مساء أمس قراراً بتكليف حكومة بحاح المستقيلة بتصريف شؤون الدولة. وقالت وكالة سبأ الحكومية التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، إن "اللجنة الثورية العليا" التابعة للجماعة والتي تتولى إدارة شؤون البلاد حاليا أصدرت قرارا بتكليف الحكومة المستقيلة بتصريف الشؤون العامة للدولة لحين تشكيل الحكومة الانتقالية. وكانت الحكومة التي يرئسها خالد بحاح قدمت استقالتها في 22 يناير وبعدها قدم الرئيس هادي استقالته بعد سيطرة الحوثيين على القصر الرئاسي ومحاصرة الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء في منازلهم. غير أن بحاح رفض تكليف الحوثيين. الى ذلك اجتمع الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي أمس في عدن بمحافظي أبين ولحج والضالع وعدن، بعد خروجه من صنعاء حيث كان يحاصره المسلحون الحوثيون. وقال محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور ان الاجتماع بحث الترتيبات الأمنية خلال الفترة القادمة، ومتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني للخروج من الازمة، مشيراً الى أن الأولوية الان في تطبيع الأوضاع الأمنية والمعيشية للمواطنين. وأضاف ابن حبتور في تصريحات صحافية أن الرئيس هادي سوف يستقبل في عدن الوفود الخارجية، وسيقود منها العملية السياسية. وأكد أن صحة الرئيس هادي جيدة. وقال: "الرئيس بصحة جيدة، وهو صحيح بحاجة الى العلاج ولكن المهام الوطنية امامه كبيرة وهو يتعامل معها بروح المسؤولية". وكان هادي قد قلب الطاولة على رؤوس الحوثيين والقوى المتحالفة معهم عندما تمكن وبطريقة ما زالت خيوطها لم تتكشف بعد من الخروج من منزله المحاصر في صنعاء الى عدن، واعلانه من عدن التمسك بشرعيته الدستورية. وجاء في بيان وزعه مكتب الرئيس حصلت "الرياض" على نسخة منه أن الرئيس هادي متمسك ب "العملية السياسية المستندة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كمرجعية رئيسية، والتي شكلت الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير 2012 والتي نعيش ذكراها الثالثة في يومنا هذا، بالإضافة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومسودة الدستور لليمن الاتحادي الجديد ابرز محطاتها". ودعا هادي كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية للالتزام بقرارات الشرعية الدستورية وحمايتها وفي المقدمة من ذلك ابناء القوات المسلحة والامن وعدم الانجرار نحو خطوات تستهدف جر البلاد للفتنة والفوضى ويدعو كل ابناء الشعب اليمني وقواه السياسية والاجتماعية والسلطات المحلية في المحافظات للالتفاف حول هذه الخطوات". وفي الوقت الذي حيا فيه هادي كل ابناء الشعب الذين عبروا عن رفضهم للانقلاب أكد ان كل الخطوات والاجراءات والتعيينات التي اتخذت خارج إطار الشرعية منذ ال 21 من سبتمبر الماضي وهو تاريخ سقوط العاصمة بيد الحوثيين "باطلة لا شرعية لها". وأكد البيان ضرورة رفع الاقامة الجبرية عن دولة رئيس الوزراء وعن كل رجالات الدولة وإطلاق كافة المختطفين، معبرا عن شكره للمواقف الايجابية للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي، وللأصدقاء في العالم وفي مجلس الامن الدولي، وطالبهم "باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية العملية السياسية في اليمن ودعمهم السياسي الواضح ووقوفهم السريع والجاد لدعم اليمن اقتصادياً، والى رفض الانقلاب وعدم شرعنته بأي شكل من الاشكال". هذا وشهدت مدينتا تعز واب تظاهرات حاشدة تأييدا لبيان هادي وتأكيدا على التمسك بشرعيته، ورفضا للانقلاب الحوثي. ودعا المتظاهرون في تعز الرئيس اليمني الى اعلان صنعاء مدينة محتلة وإعلان عدن عاصمة اتحادية لليمن. وبعد اعلان الحزب الناصري تمسكه بشرعية هادي ودعوته له ممارسة مهامه كرئيس للجمهورية، أعلنت بعض الأحزاب والقوى السياسية وقبائل مأرب والجوف تمسكها بشرعية الرئيس هادي.