شرّدت الحرب التي أشعلها الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وحلفاؤه الحوثيون الذين قادوا انقلابا على الشرعية في اليمن كثيرا من المواطنين، ودفعتهم إلى البحث عن الأمن والأمان والنجاة حتى ولو كانت في الصومال. إذ وصلت أمس أول سفينة يمنية – في هجرة عكسية - تحمل مهاجرين غير شرعيين، فروا من مدينة تعز اليمنية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المتمردة إلى ميناء مدينة بربرا في شمال الصومال، فيما أعلنت الحكومة الصومالية استعدادها لإجلاء مواطنيها من اليمن، خشية تعرضهم للأذى بسبب المعارك. وأكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 32 يمنيا وصلوا إلى بربرا على متن سفينة شراعية، إذ تم استقبالهم وإيواؤهم من قبل السلطات في إقليم أرض الصومال. واستغرقت رحلتهم 12 ساعة من شاطئ قريب من مدينة تعز إلى مدينة بربرا الصومالية في خليج عدن. وقال مسؤول محلي في أرض الصومال إن اللاجئين اليمنيين فروا من المعارك، بعد سيطرة الحوثيين، وحسب السلطات هناك، فإنه يوجد احتمال لوصول عدد من القوارب التي تحمل فارين من المعارك إلى الصومال الذي يعدّ المنفذ الوحيد للفارين من الحرب، إذ تجاور الصومال من جنوب اليمن عبر خليج عدن. على صعيد متصل، أكدت الحكومة الصومالية استعدادها لإجلاء المواطنين الصوماليين من اليمن، خوفا من تأثرهم بما يجري، وذلك بالتعاون مع المفوضية السامية لحقوق اللاجئين، على الرغم من عدم تحديد التوقيت والوسائل التي سيتم استخدامها لإجلاء اللاجئين وإعادتهم إلى البلاد. وقال وزير الخارجية الصومالي عبدالسلام هدلي عمر في تصريحات إلى "الوطن"، إن حكومة بلاده قررت إجلاء مواطنيها الراغبين في العودة، بعد تراجع الوضع الأمني في اليمن، وذلك في اجتماع غير عادي لمجلس الوزراء الصومالي حول الأوضاع الراهنة في اليمن، بعد انطلاق حملة التحالف العربي ضد الحوثيين. وأضاف أن مفوضية اللاجئين لحقوق الإنسان تساعد الحكومة الصومالية لوجستيا، حتى تجلي مواطنيها في أقرب وقت ممكن، بعد أن يتم تسجيلهم عبر السفارة الصومالية في اليمن". وكانت الحكومة الصومالية أكدت استعدادها للمشاركة في "عاصفة الحزم" التي تهدف إلى كبح جماح جماعة الحوثي المدعومة من إيران، وحماية الشرعية في اليمن.