استضاف فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام مساء أول من أمس، ضمن فعاليات مهرجان بيت الشعر الأول أربعة من شعراء الوطن العربي قدموا من مصر وتونس والإمارات إلى جانب شعراء من المملكة. استهلت الأمسية بعبدالله الناصر من السعودية الذي قرأ العديد من النصوص كان منها نص "أعناب الخوف": يكبر الأطفال بسرعة دون أن أجد الوقت لأحدثهم: عن سيف روماني غامض في صخرة القلب عن الضلوع التي صارت جوقة كمنجات سود عن بنت خبزت قمرا وأطلقت خلفه ذئابا بيضاء عن القمر يصبح ثقيلا في الأيام البيض عن العين التي سرق كحلها الليل عن الفم العذب الذي صار بئرا مسمومة وقرأت الإماراتية ميسون صقر، من نصوصها "أبيض وأسود": كنا نتبادل الصور صورة أمه مقابل صورة أمي وصورة أبيه مقابل صورة أبي وصورته إلى صورتي أمه متشحة برداء بسيط وعلى رأسها... لم تظهر الصورة سوى الجزء العلوي من الجسد أما أمي فكانت تجلس معتدلة على كرسي عريض مذهب يداها على المسندين، كما يليق بأميرة والصورة تظهرها كاملة. كان أبوه يلبس ما لا يظهر لونه ووجهه ممتزج بالطين الذي أحب لذا لم يمتلك أرضا أبدا -لا حاجة له بها بعد كل هذه السنوات العجاف- أما والدي فكان مؤتزرا بسيف في خاصرته ولم يكن السيف نفسه الذي قتله بعد ذلك لكن صورتينا نحن لم تفشيا اختلافا كبيرا هكذا كل ما هنالك أن صورتي كانت ملونة وصورته بالأبيض والأسود. في حين قرأ المصري عصام خليل "لماذا يا وردة": ما لك يا وردة لا تردين السلام ؟ أضأت السلم، وأجريت إليك الماء لتكبري ملأت أصيصك بعمر، وساقك بتجربة النمو قسمت رئتي وأعطيتك هواء لأيام ولم تذكريني بشمة واحدة أما التونسي شوقي لعنيزي فقرأ نصوصا منها "نتساقط في صمتك": أيها البلد الموصد على نفسه كقبر أصابعنا علقت على بابك وأحلامنا تخشبت من شدة الطرق نذرنا لك أجمل قصائدنا ولكنك لم تفتح نذرنا لك أعمارا يلهو بها اليتم وتوسلنا بعكاكيز أطفالنا ولم تفتح أنت هنالك تذوي وحيدا تضيق في صمتك يوما بعد آخر ونحن هنا.. نتساقط في صمتك يوما بعد آخر في قاعة عبدالله الشيخ وقع الشعراء، عبدالله السفر ديوانه "يرمي قبعته على العالم" وحسين آل دهيم "أوبة الهرطيق" ورقية الفريد "عدم أو كخلود الماء". وسبق الأمسية عرض مسرحي، مونودراما بعنوان "نوستالجيا" كتبه صالح زمانان، وأداه الفنان إبراهيم الحساوي.