بتفاؤل "سأجلس كل البحار على راحتيّ وأسألهن كيف صارت مياهك لحناً طويلاً" وبتشاؤم" سأشعل في داخلي شمعة للخريف وعيداً صغيرا على دربه" بنصين شعريين "تفاؤل" و"تشاؤم"، حضر محمد العلي وحضر الشعر، واكتفى بتقديم شكره وعرفانه لبيت الشعر ولمن قدم التحية والتكريم والإحتفاء، مساء أمس السبت خلال تدشين مهرجان بيت الشعر الأول الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام.
بتجاور الشعر مع الفن التشكيلي واللون والمدارس الفنية والمسرح والموسيقى والسينما، ليتلاقى مع بقية الفنون البصرية والأدائية والخطابية في بيت واحد، إيمانا بضرورة تقديم الفنون للصفوف الأولى، والتعزيز من حضورها في مشهدية بصرية تليق بتجاربنا الثقافية والشعرية التي أنبتتها هذه الأرض. بدأ التدشين خلال افتتاح الشخصية المكرمة في المهرجان الشاعر محمد العلي للمعرض التشكيلي "شكل" الذي احتوى على نخبة من فناني المنطقة الشرقية و32 لوحة فنية، "عبدالله الشيخ، وعبدالرحمن السليمان وكمال المعلم وعلي الصفار، وعبدالعظيم شيلي، ومنير الحجي، وعبدالله المرزوق، وميرزا الصالح، وزمان جاسم، وعبدالمجيد الجاروف، وحميدة السنان، وغادة الحسن، وقصي العوامي وبدرية الناصر" استعرض بيت الشعر فيلما تسجيليا عن العلي بعنوان"يا لفتة النهر نحو الوراء"، متناولا حياة الشاعر وبداياته وانتقاله للعراق للدراسة بعد ولادته في الأحساء، مستعرضا بعضا من أمسياته الشعرية وبعضا من ذكرياته وعمله في سلك التعليم بداية من 6 دنانير بذلك الوقت، في مدرسة أهلية، كما قرأ كل من الشعراء "جاسم العساكر، أحمد القطان، جاسم الصحيح، محمد الماجد، عبدالوهاب أبو زيد، محمد الدميني" نصين من نصوص ديوان "لا ماء في الماء"، وكرم بيت الشعر الشخصية المكرمة بدرع قدمه مدير الجمعية أحمد الملا، وقدم الشاعر البحريني قاسم حداد نسخة من كتاب "طرفة بن الوردة"، للشاعر العلي. المشرف على بيت الشعر زكي الصدير أوضح ان بيت الشعر ارتأى أن يتأخر يوم الشعر أسبوعاً عن موعد الشعر ليقدّم لجماهير البيت ما يليق بهم وبضيفنا المحتفى به "محمد العلي"، هذا الشاعر النبيل الذي صوّب كلماته في وجه الظلام، وشقّ بسواعده نافذة للصبح في جدار الليل. ووقف وحيداً على سفح الجبل متحدياً صخرة سيزيف، وساخراً من إرادة زيوس، مشيدا بهذه الشخصية الأدبية الكبيرة الذي سجّل للحاضر وللتاريخ حضوراً في مشهدنا العربي والسعودي، ويذكّر المتابعين لتاريخ الحداثة في المملكة بالمرحلة التي وقفت فيها هذه القامة الثقافية راعيةً وحاميةً للحداثة بكل ما حملت في الستينات من رغبة في الحرية، وفي زحزحة الساكن، وفي إيقاظ الغفلة، وفي طرح وترسيخ السؤال حيال كل ما هو جاهز ومنجز. ثم كيف فتح صدره عارياً -في فترة لاحقة- أمام سهام الخائفين من التغيير، حامياً الفئة القليلة والغضة من نصال امتدّت بقسوة السواد مريدةً اختطاف مكتسباتٍ؛ دافع العلي ورفاقه من أجل تحريرها من الظلام. ويضيف الصدير أن بيت الشعر عمل كفريق إداري وثقافي وفني وإعلامي على العمل اليومي المتواصل طيلة الأشهر الثلاثة الماضية، للخروج بمهرجان شعري ثقافي فني يتزامن مع اليوم العالمي للشعر، يتجاور الشعر فيه مع التشكيل والمسرح والموسيقى والسينما. واخترنا –بكل فخر- أن تحمل الدورة الأولى من مهرجان بيت الشعر الأول لهذا العام اسم الشاعر العربي السعودي الكبير محمد العلي، وذلك تقديراً لمشروعه الأدبي طيلة حياته التي امتدت بين الشعر والفكر والصحافة، والمهرجان برعاية وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية. وأصدر المهرجان كتابين للشاعر المكرم كتاب شعري "لا أحد في البيت"، كتاب اشتمل على شهادات ثقافية في تجربته، تحت عنوان "تلك الزرقة التي علّمتنا الأناشيد"، والتي وقعهما للجمهور في قاعة عبدالله الشيخ. وسيكون اليوم الأثنينن 30 مارس عرض مسرحية نوستالجيا من إخراج سلطان الغامدي وتأليف صالح زمانان وتمثيل ابراهيم الحساوي ونوستالجيا من انتاج وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية.، يليها الأمسية الشعرية للشعراء " ميسون صقر من الامارات، شوفي لعنيزي من تونس، عبدالله الناصر من السعودية، عصام خليل من مصر. كما يوقع في الليلة الثانية، عبدالله السفر"يرمي قبعته على العالم" وحسين ال دهيم"أوبة الهرطيق" ورقية الفريد"عدم أو كخلود الماء" وفي الأمسية الثالثة والتي توافق 31 مارس يوم الثلاثاء عرض لمسرحية بارانويا من انتاج استديو الممثل بالجمعية وهي من اخراج ياسر الحسن وتمثيل حسين العلي وتأليف عباس الحايك يليها الأمسية الشعرية للشعراء " محمد الحرز من السعودية، صالح زمانان من السعودية، فيديل سبيتي من لبنان، هاني نديم من سوريا، ومحمد النبهان من الكويت. ويوقع الشعراء "محمد النبهان "حكاية الرجل العجوز" و"إمراة من أقصى المدينة" والشاعر محمد الحرز "أحمل مسدسي" و""قصيدة مضيئة"، وعبدالله المحسن "يترجل عن ظهره" ويوقع الشاعر أحمد الملا كتابه "علامة فارقة".