لم يكن هناك موطئ للقدم في الردهات او في صالة الفعاليات.. جمهور كبير من الشباب وكبار السن ملأ فضاءات المكان لتبدأ بعدها مظاهر الاهتمام والفرح على وجوه الحاضرين الذين قدموا من كل انحاء المملكة والبحرين ودول اخرى.. أسماء عديدة لا يتسع المجال هنا لذكرها حاضرة ومتشوقة في حفل تدشين مهرجان بيت الشعر الاول الذي حمل اسم الشاعر والمبدع محمد العلي وأقيم امس الاول بجمعية الثقافة والفنون بالدمام. توافد الجماهير بشكل كبير جعلهم يتساءلون: هل هو الشعر أم محمد العلي من جمع كل هؤلاء؟ ولا احد يملك الإجابة القاطعة فالشعر ومحمد العلي لا يفترقان، فالعلي مسكون بالشعر منذ الطفولة والشعر لا يذكر هنا دون العلي. ليلة مبهجة ابتدعتها ثقافة الدمام ليس من فراغ ولكن من خلال دراسة ووعي جعلها تقرر تأجيل الاحتفال بيوم الشعر العالمي أسبوعا من أجل استكمال الاحتفال بإطلاق اسم الشاعر السعودي محمد العلي على أولى دورات مهرجانه الشعري الذي سيتحول- بحسب مقدم الحفل الإعلامي عبدالله الدحيلان- إلى مناسبة سنوية تحمل كل واحدة منها اسم فارس أدبي. وأضاف الدحيلان خلال حفل تدشين المهرجان أنه تم إطلاق اسم محمد العلي على الدورة الاولى للمهرجان نظير ما قدمه من بصمة إبداعية خلال عقود ممتدة رسم من نفسه خلالها نبراساً لأهل الفكر والحبّ والجمال. ورحّب المشرف على بيت الشعر الشاعر زكي الصدير بالحضور، وبين أن البيت التابع للجمعية دشّن في مطلع العام 2015 وكان حريصا منذ البداية على تقديم فعاليات نوعية يتلاقى فيهاالشعر مع بقية الفنون البصرية والأدائية والخطابية في بيت واحد، وقال "يأتي ذلك من إيماننا بضرورة تقديم الفنون للصفوف الأولى، والتعزيز من حضورها في مشهدية بصرية تليق بتجاربنا الثقافية والشعرية التي أنبتتها هذه الأرض". وأوضح الصدير أن بيت الشعر نشأ ليكون مظلة تضم تحتها الشعر والشعراء، ومنصة يلتقي من خلالها جمهور الأدب بالشعراء في فعاليات مستمرة على مدار السنة، تهتم بكل ما يتعلّق بالنتاج الشعري في المنطقة، مع سعي البيت ومن خلال العمل اليومي المتواصل طيلة الاشهر الثلاثة الماضية للخروج بمهرجان شعري ثقافي يتزامن مع اليوم العالمي للشعر ويتجاور مع التشكيل والمسرح والموسيقى والسينما، كما تم اختيار إطلاق اسم الشاعر العربي السعودي الكبير محمد العلي تقديرا لمشروعه الأدبي طيلة حياته التي امتدت بين الشعر والفكر والصحافة. وتقدّم الصدير بالشكر لأعضاء الجمعية بمن فيهم من فنانين وإداريين ومخرجين كما توجه بالشكر للفنان الشاعر كميل حوا الذي صمم شعار المهرجان ومؤسسة نون للفنون تحت إشراف الفنان ابراهيم الحساوي التي قدمت فيلما عن حياة العلي. وتزامن مع تكريم العلي طباعة كتابه الشعري " لا أحد في البيت" الذي قام العلي بتوقيعه إضافة إلى كتاب آخر اشتمل على شهادات ثقافية في تجربته تحت عنوان " تلك الزرقة التي علّمتنا الأناشيد". وتضمن المهرجان إقامة معرض تشكيلي بعنوان "شكل" شارك فيه 14 فنانا سعوديا وهم: كمال المعلم، عبد المجيد الجاروف، عبد الله الشيخ، منير الحجي، عبدالله المرزوق، زمان جاسم، عبدالعظيم شيلي، ميرزا الصالح، بدرية الناصر، قصي العوامي، علي الصفار، عبدالرحمن السليمان، حميدة السنان، غادة الحسن، كما أصدرت لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي كتيبا ضم تعريفا بالفنانين المشاركين في المعرض وصورا للوحاتهم. وشملت فعاليات الليلة الأولى من المهرجان عرض فيلم وثائقي عن حياة محمد العلي من إخراج ابراهيم الحساوي وسيناريو جعفر عمران وأحمد الملا، وتناول الفيلم مراحل حياة العلي منذ ولادته وطفولته وهجرته إلى العراق والتغيرات الفكرية والثقافية والصعوبات التي مرّ بها وأهم أصدقائه وصولا إلى عودته، وكان العلي يتحدّث في الفيلم عن مفهومه عن الشعر والمجتمع، وعرض الفيلم تسجيلا لقصيدة ألقاها العلي في حفل تأبين صديقه الشاعر السيد مصطفى جمال الدين. تلا ذلك غناء الفنان أكرم المطر لمقطع من نص العلي "لا ماء في الماء" من ألحان الراحل شاكر الشيخ، وعقب ذلك القى مجموعة من الشعراء قصائد من ديوان العلي "لا ماء في الماء"، حيث قرأ الشاعر محمد الدميني "هيلا هيلا"، وقرأ الشاعر جاسم عساكر "طرقة"، والشاعر أحمد القطان "ستتعب"، والشاعر عبدالوهاب أبو زيد "يا صلاة النبي"، والشاعر جاسم الصحيح "العائد". وعاد الدميني ليقرأ " قصيدة " حاشاك"، تلاه الماجد بقصيدة "الحزن الآخر"، والعساكر "سفر"، والقطان " كيف الفرار"، وأبو زيد "الوجع"، ليتقدم بعدها العلي ليقرأ بنفسه نصين قصيرين بعد أن تقدم بالشكر للمنظمين والشعراء والحضور، وكان الأول بعنوان " تفاؤل"، وجاء فيه: سأُجلس كلّ البحار على راحتي وأسألها كيف صارت مياهك لحنا طويلا؟! وأين مضى الجزر؟ إني أرى المدّ منتشيا وحده! يسترقّ الموانئ، ينثر من فوقها لؤلؤ التيه، أراه وقد سار نحو الحقول ليوحّد فيها الفصول، وأدرك حتى رفيف الطيور، فصار كشيءٍ يسمونه الشعر، أو لا، يسمّونه المستحيلا!. واختتمت فعاليات الليلة الأولى من المهرجان الذي سيمتد على مدى أربعة أيام بصعود مجموعة من الشعراء والفنانين السعوديين والخليجيين لتحية الشاعر العلي تقدّمهم الشاعر البحريني قاسم حداد الذي أهدى العلي نسخة نادرة من ديوانه "طرفة بن الوردة"، وكان من ضمن الشعراء الشاعر العماني زاهر الغافري، كما تقدّم الشاعر أحمد الملا بدرع تذكارية قدّمها باسم بيت الشعر. برنامج اليوم ويتضمن فعاليات اليوم الاثنين عرض مسرحية نوستالجيا من إخراج سلطان الغامدي وتأليف صالح زمانان وتمثيل ابراهيم الحساوي ونوستالجيا من انتاج وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، وذلك عند الساعة 6:30 مساء، يليها الأمسية الشعرية للشعراء " ميسون صقر من الامارات، شوفي لعنيزي من تونس، عبدالله الناصر من السعودية، عصام خليل من مصر. كما سيوقع عبدالله السفر "يرمي قبعته على العالم" وحسين ال دهيم "أوبة الهرطيق" ورقية الفريد "عدم أو كخلود الماء". خلال توقيعه ديوانه الشعري محمد العلي يقرأ أحد نصوصه لقطة جماعية للمشاركين في المهرجان