حقيقة وبكل المقاييس المتفق عليها وغير المتفق عليها، والمتوقعة وغير المتوقعة، ولأول مرة في تاريخ العواصف التي عرفناها ورأيناها وسمعنا عنها جاءت هذه العاصفة لتعيد صياغة الأشياء وتقوم بترتيب البيت، وتضع الأمور في نصابها، وتسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية، وتجمع أبناء العم والخال في مندرة كبير الأسرة. الحقيقة بكل أمانة وصدق، وبكل لغات العالم حتى يسمعها القاصي والداني. أن هذه العاصفة وحدت الصف بعد طول شتات وفرقة. خاطبت الفطرة في داخل كل منا ليقوم بواجبه ليتحرك بإيجابية. خاطبت السكون الكامن في دواخلنا منذ أزمنة الصمت. لمت الشمل وفتحت للأمل جميع الأبواب المغلقة. دعونا نتحدث بعيدا عن الأيدلوجيات والاستراتيجيات. دعوا عشقنا للتعامل مع الواقع ببساطة وفهم، يجعلنا نعانق الأيام القادمات لنشعر بالدفء والانتماء الحقيقي إلى ميلاد جديد ونهار جديد، وفهم جديد لماهية وجودنا وحياتنا. هذا ما أوجدته عاصفة الحزم في قلوب العطاشى للحياة الحرة، وغرس الحب في وجدان الباحثين عن المودة والرحمة والعطاء، في زمن انقطعت فيه الأواصر والصلات بين أقرب الأقربين. دعونا ننهض وننتفض من جديد، فإكسير الحياة والنماء الذي دفعت به عاصفة الحزم في الأوردة والشرايين كفيلة بألا تجعلنا ننظر إلى الخلف إلا للاستفادة من أخطاء الماضي، لنواجه قضايانا المصيرية لنزرع ونحصد ونبني ونعمر. حان الوقت وآن الأوان كي نستشعر طعم الحب والدفء معا، ونتذوق معنى الألفة والأخوة معا، وندرك كيفية أن يكون مصيرنا واحدا معا، نتقاسم كل أشيائنا معا، رغيف الخبز وجرعة الماء، والغطاء والبر ليتوحد الصف، وتتعانق الأكف، ونزف البشرى كؤوسا من الشهد على صواني الوفاق، لنشرب معا نخب العودة إلى تاريخنا المجيد المليء بالمروءة والشهامة والكرم ونجدة الملهوف، ومعا ننعم ونسعد بسقوط المطر لينمو العشب والكلأ للجميع، ليخضر الشجر ونشدو بالمواويل في ليالي المحبة في ضوء القمر. تحية لصاحب العاصفة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الخادم الأمين لوطنه وأمته ودينه. تحية لقائد الائتلاف. السواعد التي حملت عبء الدعوة لنشر وإرساء الأمن والسلام، من خلال فوهات إعادة الحق إلى أصحاب الحق.