حضر الشعر والكلمة والكتاب، وحضر الجمهور للاستماع والاستمتاع، والتوقيع والقراءة، من خلال ما نثره أربعة شعراء في أولى أمسيات مهرجان بيت الشعر الأول، الذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام. واكتظ أول أمس المسرح بشعراء ومحبي الكلمة للالتقاء مع الشعر والاستماع وسط ديكور ومشهد بصري قدمه مخرج المهرجان سعود الصفيان ومهندس الديكور وهيب ردمان، فكانت الانطلاقة الأولى مع شاعر البحرين قاسم حداد الذي قرأ قصائد عدة من كتاباته الحديثة منها: من أنت يا وطني أعني ما أنت في التفاصيل جراحك أكثر من الموت والنصالُ لا تُحصيك من أنتَ. إن لم تنتخبْ مراهمك ومراميك إن لم تعرفْ من أين أتيتَ كيف تدرك طريقك وأقاصيك تزعُمُ لنا أنك فرْوُ الدفءِ وانتباهة السهام وخزينة الأسرار وحين نسألك الرأفة. تتلعثمُ وتكشفُ لنا القميصَ عن جراحك. من أنت. وقرأ الشاعر العماني زاهر الغافري قرأ نصوصا عدة منها: ليست مالمُو امرأة، على الأرجح.. إنها موسيقى صامتة، فجوةٌ يَمرُّ الزمنُ عَبْرَها بَطيئاً كسُلحفاة. لن تطأ السَّاحَةَ الصَّغيرَةَ كمُحارب قديم، بل كشابٍّ مَرح يتفحَّصُ أبوابَ الفردوس ويغنِّي بصفير مكتوم. أيها الشقيُّ لا تنظرْ إلى فوق. لقد مرّت الآلهة من هناك. بينما قرأ الشاعر السعودي إبراهيم الحسين: أدفنُ بهذي القهوة ما وجدُتهُ صباحاً على الطاولة، أدفنُ أوراقاً مخضرّةً من الموت، ذاتَ رائحةٍ، كانت قد قضت بالليل أدفنُ ما لم يكتمل وأذكرُ أنّي حاولتُ إكمالَه، لكنّهُ خرجَ منّي ناقصاً أدفنُ فيها انعكاساتِ ما ظلَّ يعولُ فيَّ طوالَ الليل، وأهيلُ عليها دخانَ تبغي وقرأ الشاعر والمترجم السعودي غسان الخنيزي: الفجرُ هو الابنُ المدلّلُ، أيتها السمواتُ والأرض وهو معنى الأبوة، حيث الكواكبُ تتناسلُ في البعيد واللعبةُ: أن نراقبَها، نُغالي في وصفِها ووصفِ الفضيلة وأن نتراشقَ بأسمائها ونسحب الأمثال كسحبِنا للكائنِ الأوليِّ فينا، لحظةَ المُحاق أو التلاشي. تلا الأمسية توقيع الشعراء، قاسم حداد كتابيه "أيها الفحم، وسماء عليلة، وإبراهيم الحسين كتابه "فم يتشرد" وغسان الخنيزي "اختبار الحاسة أو مجمل السرد" وعبدالوهاب العريض "بأسنان صاغها الليل" وعلي عاشور "من العتمة إلى الجياع" و"عين في إصبع". فيما يواصل المعرض التشكيلي "شكل" استقبال الزوار وضيوف المهرجان.