نبهت تغريدة للمتحدث الرسمي للمديرية العامة لحرس الحدود اللواء محمد الغامدي، إلى إحدى الظواهر السلبية وهي "الإشاعات" التي يطلقها مغرضون لتثبيط الهمم، وتهاون البعض في نشر معلومات أو صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي ربما تضر بأمن الوطن، فيما أجمع اختصاصيون في علم النفس على أن أقوى الأسلحة لمحاربة الإشاعة هي رفع مستوى الوعي، والشفافية، وتوفر المعلومة الصادقة. كتب اللواء الغامدي في تغريدته على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا، "أمن وطنك أمانة فحافظ عليه، فلا تنشر صورة أو معلومة ربما تضر بأمنه، ولا تجعل من عدسة جوالك أداة سلبية، فالمواطن رجل الأمن الأول". جاءت التغريدة على خلفية عملية "عاصفة الحزم" التي بدأتها المملكة أمس بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية لدعم الشرعية في اليمن، وسط تحذيرات من الإعلام المعادي الذي ينشط في مثل هذه الظروف ويروج أخبارا وصورا كاذبة، وهى إحدى أشكال الحرب النفسية. يقول خبير علم النفس السلوكي المعرفي الدكتور عبدالله الحريري إن "الإشاعة إحدى أدوات الحروب التقليدية، وربما تكون مختلقة تماما، في بعض الأحيان تبدأ وتبنى على جزء من الحقيقة، ثم تنتشر حتى تصبح حكاية ضخمة مخالفة تماما للواقع". ويرى أنه "من الممكن وأد هذه الإشاعات في مهدها من خلال تحليل الخبر وتفنيده بطرق علمية، إضافة إلى رفع مستوى الوعي الاجتماعي، والتثقيف، والتعامل بشفافية عالية لا تمس أمن المعلومات العسكرية أو الأمنية، وكذلك بخلق إشاعات مضادة". وأكد الدكتور الحريري "أهمية تحرك إعلامي واجتماعي ضخم لمواجهة الإشاعات التي تستهدف زعزعة المجتمع، خاصة في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي ستسهم في خلق المعلومة الكاذبة، وسرعة انتشارها"، مشيرا إلى دور المواطن الأول في قتل الإشاعة في مهدها بعدم نقلها. وأوضح الدكتور الحريري أن "حب الاستطلاع غريزة طبيعية يجب إشباعها، لذلك فإن على الجهات المختصة توفير المعلومة الصحيحة بصورة مستمرة وسريعة، ومواجهة الإشاعة بنفس وسائل نقلها، لأن ذلك يسهم في دحضها وتكذيبها، وإحلال المعلومة الصادق مكانها، وهو ما يمنع حدوث البلبلة، ويزيد من تماسك المجتمع". ونوه إلى ضرورة "تعزيز جانب الشحن المعنوي للمواطنين من خلال تكثيف الوعي المعرفي وتعزيز الثوابت، والتذكير بالواجبات، والربط بين أمني المواطن والمجتمع". من جانبه، قال المستشار النفسي بفرع وزارة الصحة بالمنطقة الشرقية أحمد آل سعيد إن "الإشاعة أحد أخطر الأسلحة التي يستخدمها بعض الناس للنيل من الأفراد والمجتمعات والدول، ورغم تقليديتها فإنها تستخدم، وتتطور أنواعها مع تطور وسائل الحياة، فاليوم أصبح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أخطر الوسائل لنقل الإشاعات ونشرها، الأمر الذي يستدعي استثمار هذه التقنية في حرب مضادة"، مشيرا إلى أن بعض الإشاعات تستهدف زعزعة ثوابت المجتمع، وإثارة الفرقة بين أبنائه. وأكد أن "على المجتمع بكل أطيافه، خاصة اليوم، الوقوف صفا واحدا خلفه قيادته، وإعلان ذلك بكل السبل، لقطع الطريق على كل من يحاول ضرب المجتمع بالإشاعات". وأشار آل سعيد إلى فضل المملكة على كل شعوب الدنيا، وما حباها الله من نعمة في الأمن والأمان يضرب بها المثل، مؤكدا على دور المواطن في إيضاح الصورة الناصعة لبلاده، ودورها الرائد في حماية الدين والمقدسات، والقضايا الإسلامية والعربية، وهو ما من شأنه زيادة الجرعة الوطنية في نفوس المجتمع، ويجعل تأثير الإشاعة منعدما.