يمكن القول إن أبرز ما أظهره تقرير مرصد الإسلاموفوبيا التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، الأخير، هو استثمار اليمين المتطرف الأميركي، لحالة التشويه المتصاعدة تجاه الإسلام، بسبب أزمات المنطقة والإيحاء بأن داعش يمثل الصورة الحقيقية للإسلام. فتقرير المرصد الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه، أشار إلى أن شبكات اليمين الأميركي تضم ممولين ومنظمات ووسائل إعلام ومروّجي دعايات وناشطين وجهات سياسية فاعلة نشطت في تخويف مجتمعها من الإسلام، كمديرة مبادرة الحرية والدفاع وإيقاف أسلمة أميركا اليمينية المتطرفة "باميلا جيلر"، التي ستقوم بمعية نشطاء آخرين بتنظيم معرض ومسابقة فنية لتصوير النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في ولاية تكساس مايو المقبل، ووصفها التقرير بأنه نسخة مكررة من "جيرتز فيلدرز" السياسي الهولندي المتطرف. كما أشار مرصد الإسلاموفوبيا إلى تزايد نسبة القلق من الإسلام، فلقي قرار مدينة شاوينيجان بمقاطعة كيبيك الكندية، حظر بناء المساجد دعم أغلبية ثلثي سكانها. هذا عن البعد الثقافي في نظرة الغربيين للإسلام، وهو ما أبرزه استطلاع للرأي أجري في فبراير الماضين يشير إلى أن 61% من الأميركيين يعتقدون بأن الشريعة الإسلامية "ستغزو" بلادهم، وأن تنظيم داعش يعكس الطبيعة الحقيقية للإسلام. ووفقا للتقرير، فإن النمسا أصبحت إحدى ضحايا عدوى الإسلاموفوبيا، حيث وصلت عدوى حركة "بيجيدا" إلى هذا البلد إضافة إلى ألمانيا وهولندا والدنمارك وبريطانيا والنرويج، حيث تجري النمسا تغييرات في قانونها ينظم شؤون المسلمين، بما يعمق الانقسام بينهم وبين الأغلبية. وفي اليابان، يبدو أن قطع رأس الصحفي كينجي أطلق العنان لكراهية الإسلام في البلاد، فالجو العام بات الآن يكره الإسلام وزيّه، وبعد وقت قصير من الحادث، انهالت المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني على مسجدين في محافظة آيتشي تتضمن تهديدات بالانتقام لمقتل الصحفي. وذهب التقرير إلى أن الحكومة الفرنسية نجحت في احتواء التوتر والتصعيد الناجمين على الهجوم السابق على مجلة "شارلي إيبدو" يناير الماضي.