في حين أبدى مسلمون في فرنسا مخاوفهم من رد فعلٍ محتمل على الهجوم الذي استهدف مقر صحيفة "شارلي إيبدو" أمس الأول، دعت هيئات تمثلهم إلى إدانة الإرهاب بحزم خلال خطبة الجمعة اليوم. وعزَّز المخاوف لدى مسلمي فرنسا تعرُّض عدة مساجد مساء الأربعاء إلى إطلاق رصاص ورشق بأغراض أخرى في مان (غرب) وبور لا نوفيل (جنوب) وفيلفرانش سور سون (وسط شرق)، فيما وقع انفجار إجرامي صباح أمس الخميس أمام مطعم إلى جانب مسجد هذه المدينة. وفي بواتييه (وسط غرب)، أوقفت الشرطة شخصاً يُشتبَه أنه كتب ليل الأربعاء- الخميس على بوابة المسجد "الموت للعرب"، على ما أفاد مصدر قضائي. ولم يسقط ضحايا في أي من الحوادث، بحسب المصادر. لكن رئيس المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا، عبدالله زكري، يبدي قلقاً بالغاً من إمكانية ارتكاب أفعال معادية للمسلمين خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي محاولةٍ على ما يبدو لتهدئة المخاوف، دعا سياسيون أوروبيون إلى التعقل وعدم الخلط. وحذَّر رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا، بيرند لوكه، من الإدانة الجماعية للمسلمين جراء هجوم الأربعاء في العاصمة الفرنسية. ودعا لوكه أمس إلى "التعقل والتريث في التعامل مع الهجوم"، مؤكداً أنه "لا يجوز أخذ أصحاب دين بجريرة اثنين من المتطرفين رغم أن أغلب أصحاب هذا الدين سلميون وبلا شائبة". وكان الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، دعا عقب الحادث إلى عدم الخلط بين المنفذين وعموم المسلمين، ويتعارض هذان الموقفان مع موقف نائب رئيس الحزب نفسه، ألكسندر جاولاند، الذي اعتبر أن "مذبحة باريس تجعل مطالب حركة بيجيدا أكثر آنية وأكثر ثقلاً"، مشيراً بذلك إلى الحركة الألمانية التي تتظاهر منذ أسابيع ضد "أسلمة أوروبا". وتوقع جاولاند، في تصريحاتٍ أمس، أن "يُعاقَب كلّ الذين تجاهلوا أو سخروا من قلق الناس إزاء الخطر المحدق الذي يمثله الإسلام السياسي"، داعياً الأحزاب العريقة في ألمانيا إلى التفكر بشأن "ما إذا كانت مصرَّة على موقفها الداعي للتشهير بحركة بيجيدا". في غضون ذلك، دعا ممثلو مسلمي فرنسا أئمة كل مساجد البلاد إلى "إدانة أعمال العنف والإرهاب بأشد الحزم" أثناء خطبة الجمعة اليوم. وأعربت معظم هيئات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، في بيانٍ لها، عن "صدمتها الشديدة وحزنها من لاغتيال مواطنينا الصحفيين والشرطيين"، وأرادت بذلك "التعبير عن التضامن الوطني والمدني أمام فداحة هذه الفاجعة". ودعا المجلس، وهو الهيئة التي تمثّل مسلمي فرنسا، وكذلك اتحاد منظمات مسلمي فرنسا "المواطنين المسلمين إلى المشاركة بكثافة في تجمع وطني مقرر الأحد في باريس". وبحسب بيان للمجلس، أعقب اجتماعاً للمسؤولين الدينيين في جامع باريس الكبير والوقوف دقيقة حداداً على قتلى أمس الأول، فإن المسلمين في فرنسا (عددهم من 3.5 إلى 5 ملايين) مدعوون إلى "تأكيد رغبتهم في العيش المشترك في سلام واحترام قيم الجمهورية".