بالتزامن مع إعلان حركة النقل الخارجي للمعلمين والمعلمات التي لبت رغبات 23% من المعلمين مقابل استياء البقية، كشف اختصاصي نفسي عن تزايد مراجعي المصحات النفسية من المعلمين والمعلمات، عادا حركة النقل أحد الأسباب الجوهرية في معاناتهم التي تولد الاكتئاب. وأوضح الاختصاصي النفسي الإكلينيكي الدكتور وليد الزهراني في تصريح إلى "الوطن" أن العيادات النفسية تستقبل العشرات من المعلمين والمعلمات الذين يخضعون لعلاج نفسي، لافتا إلى أن نتائج حركة النقل وحرمان بعضهم من تحقيق طموحاتهم في الاستقرار يؤديان إلى صدمة نفسية عكسية، لا سيما إذا كان هناك شحن نفسي وتفاؤل أو تلقيهم أخبارا إيجابية مسبقا. وفيما يؤكد الزهراني وجود حالات كثيرة تخضع للعلاج لديه، يشير إلى أنهم يعانون من الانفعال وسرعة الغضب وقلة الإنتاجية في أداء العمل، والشعور بالرغبة في التكاسل وعدم الإنتاج، ما يؤثر سلبا في الطلاب والطالبات بشكل غير مباشر. ووصف الزهراني طريقة إعلان حركة النقل الخارجي لهذا العام التي أعلنت في نهاية دوام الأسبوع ب"الذكية"، وأن الغاضبين من نتائج الحركة سيكون أمامهم يومان لاستيعاب الصدمة والتفكير ومحاولة التكيف وإقناع الذات بالمصير.
بعد أن أمضى طالبو النقل الخارجي من معلمين ومعلمات نحو 70% من عامهم الدراسي الحالي في حالة ترقب وأمل، أعلنت الوزارة مع نهاية دوام أمس نتائج الحركة لتدخل الفرحة في نفوس نحو 14586 معلما و10271 معلمة، وتغتالها لدى 59% من المعلمين والمعلمات. وفضلت الوزارة سياسة البعد عن التصريحات الإعلامية لوسائل الإعلام الرسمية والبيانات الصحفية على مواقعها الرسمية الأسابيع الماضية حول مصير حركة النقل الخارجي للمعلمين والمعلمات هذا العام، مما دعا العديد من مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية التي تبحث عن التسويق على حساب مشاعر المنتظرين من المعلمين والمعلمات، إلى نشر معلومات وأخبار غير دقيقة ومتناقضة حول مواعيد ونسب حركة النقل، فنشطت الشائعات والتكهنات خلال الفترة الماضية من دون وجود أخبار رسمية. واستجابة لمطالبة قراء "الوطن" قبل أكثر من أسبوع بضرورة حسم الشائعات ونشر الأخبار الرسمية المنسوبة لمسؤولي الوزارة بشأن حركة النقل الخارجي، تواصلت "الوطن" مع المتحدث الرسمي للوزارة مبارك العصيمي وأرسلت له استفسارات عدة وحاولت مرارا الحصول على رد، لكنه لم يرد، في وقت أشعر وكيل الوزارة للشؤون المدرسية الدكتور سعد آل فهيد الصحيفة بأن التصريح دائما عن طريق المتحدث الرسمي. في ذات السياق، أثارت طريقة الوزارة في إعلان موعد الحركة على صفحة بوابة التكامل الإلكترونية فجر أمس، مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر، والفيسبوك". وبحسب رصد "الوطن" فإن هناك معلمين ومعلمات واصلوا سهرهم وانتظارهم فسجلوا تغريدات وتعليقات على هاشتاق النقل الخارجي ب"تويتر" حتى موعد إعلان حركة النقل ظهر أمس. إلى ذلك، أكد عدد من المعلمين أمس في حديثهم إلى "الوطن"- تحتفظ الصحيفة بأسمائهم بناء على طلبهم - بأنهم كانوا متفائلين بحركة النقل هذا العام، ولاسيما بعد أن وردت لهم أخبار باهتمام الوزير بهذا الملف، بينما أكد أحدهم أنه ينتظر النقل لأسرته منذ أكثر من 13 عاما وآخر ينتظر فرحة النقل منذ نحو 9 أعوام، مؤكدين أن جهلهم بسنة التقديم وآلياتها أعادهم إلى ذيل القائمة، فتقدم عليهم في النقل زملاؤهم حديثو التعيين. وأوضح بيان صحفي للوزارة أمس، بأنها وللمرة الأولى ستستعين بالمعلمين والمعلمات في تطوير حركة النقل الخارجي للعام المقبل، وأن وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل وجه أمس، بإشراك المعلمين والمعلمات في تطوير حركة النقل الخارجي والأخذ بمقترحاتهم وآرائهم حول آلية تطبيق الحركة للعام الدراسي المقبل 1436/1437، من خلال طرح استبيان في بوابة الوزارة الإلكترونية، إضافة لعقد لقاءات وورش عمل مجدولة للعاملين في الميدان التربوي. وأكد الدخيل بأن إشراك المعلمين والمعلمات في تطوير حركة النقل الخارجي يأتي إيمانا منه بأن المعلم هو المعني بالحركة ومعاييرها التي يتم بناء إجراءات النقل عليها، لافتا إلى أن أخذ الآراء المقترحة من الجميع يهدف إلى تحديث آليات النقل الخارجي في الوزارة وفقا لمعطيات الميدان التعليمي، مطالبا بمناقشة جميع معايير المفاضلة في الحركة والاستماع إلى مطالب ومقترحات المعلمين.