في وقت ما تزال فيه فرنسا إلى جانب بريطانيا من الدول الأوروبية المعارضة بشدة لإجراء أي اتصالات مع النظام السوري، تسببت زيارة أجراها أربعة نواب فرنسيين في "مهمة شخصية"، في إثارة موجة من الغضب داخل الأوساط السياسية الفرنسية، إذ دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قيام البرلمانيين الأربعة بزيارة خاصة للالتقاء برئيس النظام بشار الأسد الذي وصفه بأنه "ديكتاتور". وقال هولاند في مؤتمر صحفي في مانيلا "أندد بهذه المبادرة لأنها اللقاء الأول بين برلمانيين فرنسيين بدون تفويض مع ديكتاتور هو السبب في إحدى أسوأ الحروب الأهلية في السنوات الأخيرة التي أوقعت 200 ألف قتيل". وكان أربعة برلمانيين فرنسيين قد زاروا سورية الثلاثاء الماضي، رغم قطع العلاقات بين البلدين منذ عام 2012، والتقى ثلاثة منهم بشار الأسد في اليوم التالي بدمشق. وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، في تصريحات إعلامية أمس "أريد التنديد بشدة بهذه المبادرة، أن يقوم برلمانيون من دون أي إنذار بلقاء جزار هذا خطأ جسيم". وردا على سؤال حول الجهة التي أبلغوها بخطوتهم قال فالس "لقد أبلغوا بدون شك رئيس الجمعية الوطنية والسلطات الفرنسية، لكن ليس هذا المهم"، لافتا إلى أن المشكلة أنهم "ذهبوا للقاء بشار الأسد المسؤول عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص". وأضاف فالس "إنها بادرة لا تشرفهم. إنها خطأ ويعود إليهم أن يتحملوا عواقبها"، مبينا بأن "البرلمانيين يمثلون السيادة الوطنية". ومن جانبه، قال رئيس الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا جان كريستوف كامباديليس أمس، إن نائبافرنسيا مهدد بالفصل من الحزب لأنه ذهب إلى دمشق لإجراء أول محادثات مع مسؤولين سوريين منذ إغلاق السفارة الفرنسية في دمشق. وأضاف "بعثت رسالة إلى النائب جيرار بابت، سأستدعيه وأفرض عقوبات"، لافتا إلى أن لجنة الانضباط التابعة للحزب هي التي ستتخذ قرارا بشأن ما إذا كان الأمر قد يستدعي الفصل. وقال كامباديليس "أدين هذه الزيارة تماما، الأسد ليس دكتاتورا مستبدا.. إنه سفاح" في إشارة إلى اتهامات فرنسية بأن قوات الأسد ارتكبت فظائع خلال الصراع الممتد منذ أربع سنوات. ميدانيا، ارتفع عدد المسيحيين الآشوريين الذين اختطفهم تنظيم "داعش"، من قرى في محافظة الحسكة شمال شرق سورية من 90 شخصا تم اختطافهم الإثنين الماضي إلى 220، وقالت مصادر إن هجوم داعش تسبب بحركة نزوح كبيرة لسكان المنطقة باتجاه مدينة الحسكة ومدينة القامشلي الشمالية الحدودية مع تركيا.وبحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، فإن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة شن أمس أول غارات جوية على مواقع داعش في منطقة اختطاف مسيحيين في سورية، فيما أفاد مراقبون أمس، بمقتل عدد من القيادات البارزة في تنظيم "داعش"، بعد أن شنت طائرات التحالف ضربات جوية مركزة استهدفت مواقع للتنظيم في مدينة القائم الحدودية مع سورية.