بالتزامن مع قرار المحكمة العليا الإسرائيلية لحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بتوزيع عدد من مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية يتضمن رسوما مسيئة للإسلام، أقدم مستوطنون إسرائيليون أمس، على إضرام النار وكتابة شعارات عنصرية ضد المسلمين والعرب في مسجد الهدى في قرية الجبعة جنوبالضفة الغربية. وفيما التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت إزاء هذا الاعتداء، دان مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين الجريمة العنصرية وقال إن المستوطنين "قاموا وفق نهجهم الإجرامي بإحراق المسجد وكتابة شعارات عنصرية على جدرانه، وهو ما يدل على مدى الحقد الدفين في نفوسهم ضد العرب والمسلمين، والذين يعبرون عنه باعتداءاتهم المتكررة تحت حماية سلطات الاحتلال". ولفت إلى أن "هذا الاعتداء يأتي تزامنا مع ذكرى مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل ومع تواصل الانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك"، داعيا إلى "وقفة عالمية وإسلامية وعربية فاعلة لثني سلطات الاحتلال عن الإمعان في سياستها المتغطرسة، محملا سلطات الاحتلال عواقب هذه الاستفزازات والتطاولات والاعتداءات الغاشمة". وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد سمحت لحزب "إسرائيل بيتنا" بتوزيع عدد من مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية يتضمن رسوما مسيئة للإسلام، فيما عدّه العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي طلب أبو عرار، بأنه "تَعَدٍ صارخ على معتقداتنا باسم القانون، وإعلان حرب علينا، وفيه تَعَد على الأديان، وأن توزيع الصحيفة جاء لأغراض سياسية". وقال "لقد منعت لجنة الانتخابات المركزية توزيع هذا العدد من الصحيفة لاعتبارات انتخابية، وإن السماح لليبرمان بتوزيع الصحيفة سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع ويمس بالأمن العام"، مشيرا إلى أنه "على المؤسسات الأمنية اتخاذ موقف صريح في هذا الموضوع، وأن تمنع توزيع هذا العدد من الصحيفة". في غضون ذلك، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله، أمس، الاتحاد الأوروبي بالتدخل الفوري والعاجل للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، خصوصا استمرارها في احتجاز عائدات الضرائب الفلسطينية، كما حث الاتحاد على القيام بدور فعال في العملية السلمية للوصول إلى حل الدولتين.