سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غياب الانضباط والتشبع المالي سببا هبوط مستوى الحراس السعوديين تركي السلطان: إعادة هيبة الحراس في الأندية والمنتخبات تتطلب العناية بالفئات السنية * علاء رواس: اتحاد الكرة مطالب بالتدخل عبر ندوات علمية لمعرفة الخلل ومعالجته
تشير كثير من تقارير المراقبين إلى أن مستوى حراس مرمى فرق كرة القدم السعودية، بما فيها المنتخبات، في حالة تراجع ملحوظة، خصوصا في الموسم الحالي، بعد أن كانت تشهد تفوقا كبيرا وبروزا ساطعا لعدد منهم في مواسم سابقة، في مقدمهم حارس مرمى النصر عبدالله العنزي. ويرجع كثير من النقاد الفنيين وحراس المرمى السابقون انخفاض مستوى الحراس إلى غياب الانضباط داخل وخارج الملعب، وتشبّع اللاعبين بالمال ما قتل طموحاتهم، مشيرين إلى أن الوضع لن ينصلح إلا بالاهتمام بالحراس منذ الفئات السنية، مع التخطيط السليم. وأكد مدرب حراس المرمى الوطني تركي السلطان أن تراجع الحراسة السعودية مرتبط بتراجع الكرة السعودية عموما على مستوى ونتائج المنتخب الأول، وكذلك الأندية السعودية الغائبة عن مشهد البطولات الآسيوية والخليجية والعربية. وقال "وضع الحراسة السعودية في الآونة الأخيرة غير مطمئن مقارنة بفترات سابقة عندما كانت تشارك بفاعلية في تحقيق المنجزات والبطولات، والسبب يعود إلى مسائل ذات صلة باستراتيجيات الأندية والمنتخبات، أبرزها أن العمل في الفئات السنية ينقصه كثير من الجوانب الفنية والإدارية، ونظام المسابقات ونوعيتها لا يعطي فرصة للعب أكبر عدد ممكن من المباريات للاعبين في هذه الفئة، ونوعية المدربين وما يقدمونه في التدريبات للحراس في كثير من الأندية لا يتواكب مع التقنيات المتطورة تدريبيا، وبيئة العمل والإمكانات الموجودة في كثير من الأندية لا تساعد على الإنتاجية". وتابع "هناك أيضا أسباب تتعلق بالعمل الحالي في المنتخبات والأندية في مقدمها غياب الانضباط خارج الملعب وداخله لدى كثير من الحراس، وحالة تشبع مادي أثرت بشكل كبير في الطموح، وغياب البدلاء المؤثرين، ما أعطى الثقة للحارس الأساسي بوجوده واستمراره مهما ارتكب من أخطاء". وأوضح السلطان أن تكرار أخطاء الحراس في الأندية والمنتخبات يعطي مؤشرا إلى وجود خلل إما في الحراس أنفسهم، أو فيمن يشرف عليهم من مدربي حراس المرمى. وشدد السلطان على أنه "لأجل إعادة الحراسة السعودية إلى وضع أفضل مما هي عليه الآن، يحتاج الأمر إلى الاعتراف أولا بأن الحراسة تراجعت كثيرا، فيما أن كل من حولنا تقدم كثيرا على مستوى النتائج أو العطاء الفني أو حتى التخطيط والتنظيم، وهذا الاعتراف من المفترض أن يبنى عليه خطوات وحلول عدة، منها الخطط المستقبلية وخطط لإصلاح الوضع الحالي. وخطط المستقبل تتمثل في الاهتمام بالفئات السنية على كل المستويات، والبداية تكون من خلال الأندية وليس المنتخبات فقط، ووضع خطط وهيكلة تطويرية فنية وإدارية للأندية يتم وضعها من خلال ورش عمل تشترك فيها جميع الأندية في المملكة هدفها الأساسي خدمة الأندية والمنتخبات، وتحسين البنية التحتية للأندية، خصوصا ملاعب التدريب والمرافق الخدمية، وتطوير المسابقات والبطولات للفئات السنية بحيث يكون هناك عدد كاف من المباريات التي يشترك فيها اللاعب في المراحل السنية، التي تضمن تطوره من الناحية الفنية والإدارية والاحترافية، واختيار عدد من الإداريين والفنيين السعوديين المميزين لمتابعة ما ذكر من النقاط السابقة، ورفع تقارير دورية تضمن تعديل السلبيات وتعزيز الإيجابيات التي ربما تصاحب هذه التغييرات. أما خطط تعديل الوضع الحالي فتتمثل في الحرص على انتقاء المدربين المميزين، وعند اختيار الحراس للمنتخب يكون الاختيار مبنيا على ما يقدمه الحراس في المباريات وليس ما قدموه في وقت سابق، ووضع لجنة فنية خاصة لمتابعة أداء الحراس في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين ودوري أندية الدرجة الأولى من خلال جمع الإحصاءات وتسجيل اللقطات الخاصة بالأهداف والتصديات لمعرفة مكامن القوة والنقص في حراس المرمى". مستوى سلبي من جانبه، أكد حارس فريق الاتحاد الأول لكرة القدم سابقا علاء رواس أن مستوى حراس المرمى هذا الموسم سيئ للغاية وعطاءات الحراس متذبذبة من مباراة لأخرى من دون وجود أي تدخل من إدارات الأندية التي يجب عليها أن تناقش المدير الفني حول الأسباب، كما على الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يعقد ندوات يحاضر فيها متخصصون لمعرفة مكامن الخلل ووضع الحلول. وقال "إخفاق الحراس واضح جدا هذا الموسم، ومستوياتهم غير جدية، وحتى لو ظهر حارس مرمى بمستوى جيد في مباراة ما نجده يتراجع في المباراة الأخرى، ويفترض أن يتم تطوير حراس المرمى ولا نتركهم يتراجعون في مستوياتهم بدرس الأسباب التي لن تخرج عن سببين، إما محدودية إمكانات الحراس، أو محدودية مدربي الحراس في الأندية، وهنا على إدارات الأندية نقاش مدرب الحراس في الأمر، أو التحدث مع المدير الفني للفريق بشكل صريح وقوي، لا سيما إذا كان مدرب الحراس ضمن الجهاز الفني للمدير الفني. أما اتحاد الكرة، فيجب أن يأتي بمتخصصين لوضع الأسباب والحلول ووضع اليد على مكامن الخلل لمعالجته، فهذه ظاهرة خطيرة تشهدها الكرة السعودية". وأضاف "لم يظهر هذا الموسم حارس بصورة جيدة مستقرا في مستوياته، فالأخطاء التي نراها من الحراس بدائية وشنيعة، ما عدا حارس الأهلي عبدالله المعيوف الذي قدم عطاءات كبيرة تدل على أنه اجتهد كثيرا في التدريبات لتطوير مستواه الفني في حراسة المرمى".