سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حراس المرمى".. مواهب ضائعة ومدربون غير مؤهلين الحربي: اتحاد اللعبة يجب أن يقنن استقدام المدربين الأجانب ويقيم عملهم السلطان: لجنة مؤهلة أكاديميا وعمليا تدرب وتطور الحراس الصغار في الأندية
وسط ندرة الخيارات المتاحة في الفرق ومنع اتحاد اللعبة احتراف العنصر الأجنبي في هذا المركز، تشهد حراسة المرمى تراجعا كبيرا في أداء جميع الأسماء المحلية على مدى المواسم الأخيرة، الأمر الذي انعكس سلبا على المنتخب الوطني، الذي تناوب على حماية عرينه عدد من اللاعبين قدمت خلالها عطاءات متذبذبة. فهل تعاني الكرة السعودية فعليا من ندرة المواهب في هذا المركز؟ أم أن هناك عوامل أخرى ساهمت في إخفاء نجوميتهم على خارطة الأندية والمنتخبات؟ "الوطن" طرحت هذه "المعضلة" على ثلاثة مدربين وطنيين بحثا عن حلول لإنهاء المعاناة. الحل في التقنين بداية رفض المدرب جاسم الحربي، فتح المجال لاستقطاب عناصر أجنبية في مركز حارس المرمى، مؤكدا أن الحل الأمثل يكمن في اختيار مقنن للحراس، الذين يأتون إلى الأندية عن طريق لجنة المدربين والدوريات في الاتحاد السعودي، التي يرأسها الوطني محمد الخراشي، مطالبا بضرورة عدم السماح بالتعاقد مع أي مدرب لا يملك خبرات وشهادات في التدريب، وأن يتم ايقاف أي مدرب أمضى أكثر من 25 سنة في تدريب الحراس في المملكة دون أن يبرز أسماء مميزة، حيث إن كثرة تنقلات البعض بين الأندية دون جدوى غير مبررة وليست مفيدة. وقال: "يجب أن يتدخل اتحاد الكرة في اختيار المدربين لرفع مستوى الحراس، ويقيم فنيا عمل المدربين الموجودين، خصوصا في الفئات السنية، كي يتسنى تأهيل اللاعبين بالشكل الصحيح وإعدادهم على أسس علمية من خلال المدارس، إضافة إلى فتح ملفات متكاملة لكل لاعب تتضمن مهاراته الفنية ومشاكله النفسية والاجتماعية". مشددا أن "الملاعب السعودية لا تعاني من ندرة مواهب بل من عدم وجود مدربين مؤهلين، وإن وجدوا لا تتوفر لهم أي حوافز، ما يؤدي إلى عدم ظهور حراس مرمى جيدين وبشكل مستمر". الاهتمام مفقود من جانبه، طالب مدرب الحراس تركي السلطان، باستراتيجية طويلة المدى تشمل الفئات السنية للأندية، وتشكيل لجنة تدريب مكونة من مدربين أجانب مؤهلين أكاديميا وعمليا في ظل وجود منهج منظم من اتحاد الكرة لتطوير وتدريب اللاعبين صغار السن ومتابعة الأندية في مراحلها السنية، خصوصا أن اتحاد الكرة يتمتع حاليا بعوائد مالية كبيرة، أبرزها الدخل التلفزيوني، وبمقدوره أن يسدد رواتب هؤلاء المدربين كما يفعل نظيره القطري. ويقول: "لا يجب أن يفكر اتحاد الكرة في تحقيق الانتصارات أو البطولات في المراحل السنية، إلى أن يتعلم الحارس من الأخطاء، والمواقف التي يواجهها حتى يصل إلى الفريق الأول، وقد اكتسب كثيرا من الدروس المفيدة، وأرى جازما ضرورة الاهتمام بهذه الفئات في الأندية من خلال الزيارات والمتابعات لأن اللاعب يقضي معظم فترات الموسم في النادي، بينما لا يقضي مع المنتخبات سوى أيام معدودة". ويرى السلطان أن حراس المرمى في المملكة بحاجة إلى مواقع ووسائل وأدوات تدريبية متنوعة ومدربين متمكنين يحملون خبرات تدريبية وشهادات علمية، وهذا لن يتم إلا من خلال تولي اتحاد الكرة لهذا الملف، رافضا فكرة استقطاب الحراس الأجانب قائلا: "هذا ليس حلا أبدا، فعندما تتعاقد الأندية معهم سيظل السعودي رهين دكة البدلاء، وستزداد المشكلة تعقيدا". وقفة جادة ولم يختلف حارس الاتحاد سابقا والمدرب الحالي علاء رواس، عن زميليه بشأن تأييدهما قرار منع اتحاد الكرة لاستقطاب حارس أجنبي، مبينا أن لجوء الأندية إلى التعاقد معهم سيصيب الكرة السعودية بخلل وسيؤثر بصورة مضاعفة على المنتخبات الوطنية. وقال: "إذا تم الاعتماد على عناصر أجنبية في أنديتنا لن نجد حراسا جيدين في منتخباتنا الوطنية، ونحتاج إلى وقفة جادة من الاتحاد السعودي للرفع والارتقاء بمستوى الحراسة السعودية من خلال متابعة الأندية، حيث نلاحظ أن الدوري السعودي ورغم المنع للأسف لا يفرز عددا معقولا من الحراس الجيدين، فكيف إذا تم السماح للأندية بالتوقيع مع أجانب". واستشهد رواس بالتجربة المصرية غير الناجحة عندما سمحوا باحتراف الحارس الأجنبي في ملاعبهم، موضحا: "لم يكن هناك حارس مصري بارز في تلك الفترة سوى عصام الحضري، فتنبهوا للوضع وعادوا لمنع الاحتراف في هذا المركز حفاظا على حراس المرمى الوطنيين".