عندما سئل أشهر حارس مرمى في التاريخ، السوفيتي ليف ياشين عن سر نجاحه في الذود عن مرماه قال "لم أكن أنظر إلى قدم اللاعب، أو أي جزء من جسمه، وإنما أنظر إلى الكرة، ودافعاً ما كان يقول لي أدر نفسك إلى هذه الجهة أو تلك، أو قف عند تلك الزاوية وتحرك إلى هذا الاتجاه". لكن مقولة ياشين لا يطبقها اليوم حراس الفرق السعودية المتهمين بتدني مستواهم، على الرغم من تحذيرات كثير من المدربين الوطنيين من تراجع مستويات هؤلاء الحراس، وعلى الرغم من اعتراف المدربين أن "حارس المرمى هو نصف فريق"، وإذا لم يتم الاهتمام بجودة مستواه، فستكون النتائج غير مرضية تماماً. وكشف المتخصص في تدريب الحراس، المحاضر الآسيوي، المدرب الوطني جاسم الحربي أن حراسة المرمى في الأندية السعودية في خطر، إذا لم يدرك مسؤولو الأندية أهمية مدربي الحراس، وجلب الكفاءات الجيدة، وقال "قد نعض أصابع الندم لإهمالنا هذا الجانب المهم في تدريب حراس المرمى". وأشار الحربي إلى أن سبب تدني مستوى الحراسة يعود إلى قلة خبرة مدربي الحراس في الأندية، وعدم كفاءتهم، مفسراً ذلك بقوله "للأسف لا تهتم الأندية كثيراً بمدرب الحراس وإمكاناته، بل تجلب حراساً مارسوا التدريب في أندية أخرى، ومع الأسف أغلب الأندية تجلب مدربي الحراس عن طريق الصداقات، وليس لكفاءتهم، والنتيجة أنهم لا يقومون بتطوير أداء ومستوى الحراس، والكل يلاحظ أن حراس مرمى الأندية يفتقدون إلى التمركز". وركز الحربي على ملاحظة أبداها قائلاً "لي ملاحظة على الحارس وليد عبدالله، الذي سبق أن أشرفت عليه في الفئات السنية، فهو حارس متمكن، لكن خلال متابعتي لمبارياته أجد أنه ينزل على الأرض، ويستعد للكرة قبل أن تسدد إليه، وهذا أحد الأسباب التي أدت إلى تدني مستواه، وهو يؤكد أن مدرب الحراس الذي يشرف عليه، لا يفقه الأساسيات وهي "وضع الاستعداد" للحارس، وهو وضع مهم جداً.وكشف الحربي أن مدربي الأندية لايهتمون بالتكتيك الجماعي ودور حارس المرمى فيه، وقال "هذا يحتاج إلى تدريب من قبل مدرب الفريق، وليس مدرب الحراس، وهنا يكون تنسيق بين مدرب الحراس والمدرب الفني على هذه الجزئية وعدد المدافعين عند قوائم المرمى، ويجب أن يتدرب الحارس على هذا، لكن ما نراه خلال المباريات مع الأسف لاعبين لا يعرفون التمركز عند القوائم، وهذا يدل على عدم التدريب، والمصيبة حين تجد مدرباً يصرخ لإبلاغهم من يجب أن يقف إلى جوار قوائم المرمى". استدعاء ويهدد مستوى الحراسة في الأندية، مستوى حراسة المنتخبات السعودية، وعلى الأخص المنتخب الأول الذي تشير التوقعات إلى أن خيارات مدربه البرتغالي جوزيه بيسيرو لن تخرج عن استدعاء حارس الشباب وليد عبدالله والاتحاد مبروك زايد، فيما تراجعت حظوظ حارس الأهلي ياسر المسيليم لكثرة أخطائه في المباريات الأخيرة. ويبدأ المنتخب السعودي الأول معسكراً تحضيرياً الجمعة المقبلة استعداداً للمشاركة في "خليجي 20" في اليمن. ويبدو أن وليد عبدالله سيحظى بالمركز الأساسي بين قوائم المنتخب، حيث لعب خلال العامين الماضي والحالي 42 مباراة رسمية، تنوعت بين دوري المحترفين وكأس الأبطال وكأس ولي العهد الموسم الماضي، إضافة إلى ثماني مباريات في دوري زين هذا الموسم، واستقبلت شباكه خلالها 56 هدفاً بمعدل 1.3 في كل مباراة وهو معدل كبير. وفي دوري أبطال آسيا خاض وليد تسع مباريات واستقبلت شباكه خلالها 14 هدفاً، بمعدل 1.5 في كل مباراة، وهو معدل كبير أيضاً ويفوق حصيلته المحلية أيضاً. من جانبه لعب مبروك زايد 28 مباراة مع فريقه الموسم الماضي واستقبلت شباكه خلالها 38 هدفاً بمعدل 1.3 هدف في كل مباراة، ولعب هذا الموسم 11 مباراة مع فريقه واستقبلت شباكه خلالها 7 أهداف بمعدل 0.6 هدف في كل مباراة، وهو معدل مقبول وجيد.