تواصل قوات من الجيش اليمني معززة بوحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب فرض حظر كامل للتجوال في كافة أنحاء مديرية لودر بمحافظة أبين شرقي البلاد. وقالت مصادر محلية بلودر ل"الوطن"، إن تعزيزات أمنية وعسكرية إضافية وصلت إلى المنطقة بهدف تعزيز صفوف القوات الحكومية التي تخوض منذ أكثر من أسبوعين مواجهات عنيفة مع مسلحين من عناصر القاعدة يتحصنون في منطقة العماير بلودر. وأوضحت المصادر أن السلطات الأمنية جددت مطالبتها لمن تبقى من السكان الذين فضلوا البقاء في منازلهم وعدم النزوح إلى خارج لودر وناشطي ما يسمى قوى الحراك الجنوبي الموجودين في منطقة العماير، بسرعة مغادرة المنطقة والنزوح باتجاه مناطق مجاورة إلى حين تحقيق الحسم العسكري في المواجهات المحتدمة مع مجاميع مسلحة من القاعدة. وقوبلت هذه المطالب برفض ناشطي الحراك الجنوبي الانصياع لتوجيهات السلطات بالنزوح وإعلان الإصرار على البقاء في العماير. ونفذت السلطات اليمنية عملية مسح أمني شامل للمواقع المشتبه في اختباء المطلوبين الرئيسيين من القيادات الميدانية للقاعدة بها، من أبرزهم ناصر الوحيشي السكرتير السابق لزعيم القاعدة، ونائبه السعودي سعيد الشهري والقيادات البارزة الأخرى مثل أنور العولقي، المتهم الأول بالتدبير لتفجير طائرة ركاب أمريكية. وأكدت مصادر أمنية أن المسح الأمني يركز على المناطق الواقعة على الحدود بين شبوة وأبين وهما المنطقتان اللتان تعرضتا لمعظم الضربات الاستباقية التي نفذتها طائرات عسكرية مؤخرا واستهدفت منازل ومزارع لجأ إليها بعض المطلوبين. وكشفت المصادر عن عمليات رصد أمني نفذتها السلطات لتحركات قيادات القاعدة الفارين كادت قبل أشهر أن تسفر عن مقتل أحد أبرز القيادات الميدانية للقاعدة وهو قاسم الريمي الذي عرف بكونه القائد الميداني للتنظيم في اليمن قبيل اندماج فرعي التنظيم في كل من اليمن والسعودية في تنظيم جديد في يناير من العام الماضي. وقالت المصادر إنه قبل أشهر قليلة تم رصد تحرك الريمي وعدد من عناصر التنظيم في منطقة تقع على الحدود المشتركة بين الجوف وصعدة، وقد تم استهداف مكان تواجدهم بضربة جوية مباغتة، لكن تبين بعد رفع الأنقاض تمكن الريمي ورفاقه من الفرار قبيل دقائق من تنفيذ الضربة. من جهة أخرى ارتفع عدد المعتقلين من عناصر القاعدة في اليمن ليصل إلى 35 شخصا منذ مطلع أغسطس الماضي. وعلمت "الوطن" أن المحتجزين اعتقلوا في عمليات دهم متفرقة شملت مناطق في كل من أبين وشبوة والمكلا بحضرموت. وأشارت إلى أنه تمت إحالة ملفات المعتقلين إلى النيابة الجزائية للتحقيق معهم قبيل إحالتهم إلى المحكمة الابتدائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة بحضرموت. وأفادت مصادر أمنية مطلعة أن آخر دفعة من معتقلي القاعدة كانت عبارة عن خمسة صوماليين جرى اعتقالهم في محافظة أبين أثناء عملية تفتيش واسعة نفذتها خلال الأيام القليلة الماضية في المحافظة. على صعيد آخر كشفت مصادر حكومية مطلعة عن اتصالات أجرتها السلطات اليمنية مع الحكومة القطرية لوضعها في صورة ما تصفه بالخروقات التي يرتكبها المتمردون الحوثيون إزاء التقيد ببنود اتفاقية المبادئ التي تم التوقيع عليها مؤخرا في الدوحة. وأكدت المصادر أن مساعي قطرية تجري حاليا لاحتواء التوتر بين الحكومة والمتمردين إثر اندلاع أحداث عنف في منطقة حرف سفيان تتهم السلطات اليمنية الحوثيين بافتعالها بهدف توسيع مناطق نفوذهم في المنطقة والتحرش بالقبائل الموالية للحكومة بهدف إثارة فتنة.