أكدت منظمة الأممالمتحدة على لسان أمينها العام بان كي مون، ترحيبها الداعم لمقترح سعودي يرمي إلى عقد اجتماع متابعة لحل الأزمة السورية بعد اجتماعي موسكو والقاهرة السابقين اللذين أكدا ضرورة إيجاد حل سياسي قائم على أسس بيان جنيف، فيما سيطرت أربع قضايا رئيسة على أجندة اللقاء الذي جمع مون بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في العاصمة الرياض أمس. وتعول الأممالمتحدة على المشاركة السعودية المرتقبة في القمة الإنسانية التي ستستضيفها الكويت في 31 مارس المقبل التي تهدف إلى جمع الأموال لمصلحة الشعب السوري والدول المجاورة المتضررة من إطالة أمد النزاع الذي يقترب من دخول عامه الخامس. فيما أشار مون إلى أنه طلب من الحكومة السعودية إرسال وفد رفيع المستوى إلى قمة المانحين تلك، بينما أعرب عن قلقه العميق إزاء الجرائم المروعة التي لا تزال ترتكب في سورية من قبل جميع الأطراف على حد تعبيره، مبديا قناعته بأنه لن يتم التوصل إلى حل لتلك الأزمة إلا من خلال المفاوضات السياسية. وتصدرت الأزمة اليمنية، جولة المحادثات التي عقدها الملك سلمان وبان كي مون. وأطلع أمين الأممالمتحدة القيادة السعودية على ما يقوم به المبعوث الخاص جمال بنعمر في محاولة احتواء الأزمة، وسط اتفاق من الجانبين بخطورة الوضع هناك، وأهمية القيام بعمل كل شيء ممكن القيام به للحد من الإرهاب في ذلك البلد، فيما وصف مون الوضع في اليمن ب"المعقد والحساس" بعد استيلاء الحوثيين على السلطة، مشددا على ضرورة أن تعود الشرعية إلى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وفي موضوع آخر، أبلغ الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأمين العام للأمم المتحدة باستمراره في دعم مبادرة السلام العربية، وهو ما لاقى ترحيبا حارا من المسؤول الدولي، فيما لم تغب مأساة غزة عن دائرة الاهتمام، إذ تشارك الجانبان القلق إزاء محنة أهل القطاع الذين يحتاجون إلى مساعدة عاجلة. وفي موضوع "داعش" أكد بان كي مون للقيادة السعودية أن الأممالمتحدة تقف على أهبة الاستعداد لدعم المنطقة في تطوير استجابة شاملة ومشتركة لتهديدات هذا التنظيم، بينما أشار إلى أن المنظمة الدولية تعمل لمعالجة الإرهاب في جميع أنحاء العالم من خلال قرارات ولجان مجلس الأمن والاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، وما يقارب من 20 صكا قانونيا، إضافة إلى مركز مكافحة الإرهاب الذي تلقى دعما سخيا من الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.