فيما تسلم أهالي الجنود الذين قتلوا في هجمات سيناء أول من أمس جثامينهم، تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد قطع زيارته لإثيوبيا ب"الانتقام من الإرهابيين والتكفيريين"، قائلاً إن الجيش المصري سيقود حربا لا هوادة فيها على بؤر الإرهاب وأماكن الإجرام. وكان السيسي قد عاد إلى مصر لمتابعة تداعيات التفجيرات التي شهدتها سيناء في وقت متأخر من مساء أول أمس، التي تبنتها جماعة "أنصار بيت المقدس"، وأودت بحياة 29 شخصا على الأقل. وقالت رئاسة الجمهورية، في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه، "كان من المقرر أن تستمر مشاركة السيسي في اجتماعات القمة الأفريقية حتى اليوم، لكنه قرر العودة إلى القاهرة لمتابعة الموقف، بعد ما توعد باجتثاث الإرهاب، ووجه بملاحقة المعتدين وتصفية أوكارهم، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد نهاية الإرهاب في سيناء". بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء، إبراهيم محلب أن قوات الجيش والشرطة مستمرة في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف بكل قوة وحسم، موجها نداء إلى دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان أن "يسجلوا ويشهدوا على تضحيات أبناء مصر في مواجهة الإرهاب". مضيفا "نطالب كل دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان الدولية بأن يسجلوا ويشهدوا على تضحيات أبناء مصر في مواجهة الإرهاب، دفاعا عن العالم كله، وسبق أن حذرت مصر من أن الإرهاب أصبح صناعة متقدمة وتجارة عالمية، وإن لم تكن هناك مواجهة جماعية دولية له، فالجميع سيكتوي بناره ولن يستطيع أحد مهما كان تعطيل المصريين عن استكمال مسيرتهم، فالمرحلة الثالثة من خريطة الطريق على بعد خطوات قليلة"، في إشارة إلى انتخابات مجلس النواب المقررة أن تُجرى في مارس المقبل. وأعلنت قوات الأمن في شمال سيناء حالة استنفار تام، وقامت تشكيلات من قوات مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة والصاعقة وعناصر من الشرطة بتمشيط المناطق التي تم تحديد انطلاق القذائف الصاروخية منها، إضافة إلى قرى جنوب الشيخ زويد ورفح وشرق العريش، في عمليات أمنية موسعة تحت غطاء طائرات الأباتشي، وأغلقت القوات طريق العريش الشيخ زويد، وبدأت توجيه ضربات لبؤر إرهابية تشير المعلومات إلى وجود مسلحين بها. من جهته، قال وكيل المخابرات العامة الأسبق، اللواء محمد رشاد، في تصريحات إلى "الوطن"، "أهم سلاح يستخدمه الإرهابيون في عملياتهم ضد قوات الأمن الموجودة في سيناء هو قذائف آر بي جي، وهو سلاح يتم ضربه من على الكتف ويستخدم ضد الكمائن والمدرعات، أما مدافع الهاون فهي تضرب بطريقة عشوائية وتسبب خسائر كبيرة جدا، خاصة إذا وقعت على تجمع سكني، فتكون هناك خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات". بدوره، قال مساعد وزير الدفاع الأسبق، اللواء نبيل فؤاد، في تصريحات إلى "الوطن"، "الحادث الإرهابي جاء كرد فعل من قبل جماعة بيت المقدس الإرهابية على الضربات الاستباقية التي قامت بها قوات الأمن خلال الفترة الماضية، وتلك العملية هي واحدة من العمليات البائسة التي تنفذها تلك الجماعات لإثبات الوجود فقط، والحادث لن يكون الأخير من نوعه، نظرا لاستمرار تمويل تلك الجماعات من الخارج، ولكن الاستنفار الأمني الكثيف والعمليات المتتابعة من قبل قوات الأمن ستستمر ليعم الهدوء، ويجب على قوات الأمن اتخاذ إجراءات استباقية واسعة للتنبؤ بتلك العمليات ورصدها ومن ثم مواجهتها قبل أن تبدأ". .. والمملكة تستنكر التفجيرات وتعزي أسر الضحايا الرياض: واس صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن المملكة العربية السعودية تابعت بقلق شديد التفجيرات الإرهابية التي استهدفت بعض المنشآت العسكرية في محافظة شمال سيناء مساء أول من أمس، وما أسفر عنها من مقتل وإصابة عدد من الجنود المصريين. وأضاف المصدر "وإذ تستنكر المملكة وبشدة هذه الهجمات الإرهابية الجبانة، فإنها تؤكد في الوقت نفسه وقوفها مع جمهورية مصر العربية الشقيقة في حربها ضد الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وذلك انطلاقا من موقف المملكة الثابت ضد الإرهاب، كما تتقدم بتعازيها لأسر الضحايا ولحكومة وشعب جمهورية مصر الشقيقة".