شهد التعليم في المملكة خلال عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- منجزات وقفزات عملاقة على امتداد الوطن بوصف التعليم ركيزة مهمة من الركائز التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم، إذ بلغ حجم الإنفاق في عهده -رحمه الله- على قطاع التعليم 1470.7 مليارات ريال تريليون وأربعمائة وسبعين مليارا وسبعمائة مليون ريال. وفي نطاق الدعم والاهتمام الذي يحظى به قطاع التعليم في عهد الملك عبدالله -رحمه الله- أقر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها في 24 محرم 1428 مشروع الملك عبدلله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام الذي يعد نقلة نوعية في مسيرة التعليم في المملكة فهو مشروع نوعي يصب في خدمة التعليم وتطوره في المملكة لبناء إنسان متكامل من جميع النواحي. مراحل المشروع ويتضمن المشروع الذي يتم تنفيذه على مدى ست سنوات بتكلفة قدرها تسعة مليارات ريال برامج لتطوير المناهج التعليمية وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات وتحسين البيئة التربوية وبرنامج للنشاط غير الصفي ليؤسس بذلك جيلاً متكامل الشخصية إسلامي الهوية وسعودي الانتماء يحافظ على المكتسبات وتتوافر فيه الجوانب الأخلاقية والمهنية ويحترم العلم ويعشق التقنية. ويأتي المشروع استجابة لتطلعات الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وتنفيذاً لسياسة التعليم في المملكة التي تشدد على ضرورة مواكبة التطور العلمي والتقني، كما يأتي استجابة لمتطلبات "وثيقة التعليم" التي قدمها الراحل لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستجابة لخطة التنمية الثامنة وتطلعات المواطنين التي عبروا عنها وتمحورت خلال اللقاء السادس للحوار الوطني الذي عقد عن "التعليم.. الواقع وسبل التطوير". وافق الملك الراحل على دعم برنامج عمل تنفيذي لتحقيق أهداف مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام في المملكة مدته خمس سنوات تقدمت به وزارة التربية والتعليم لتلبية الاحتياجات الضرورية والتطويرية التي تحتمها المرحلة الحالية والمستقبلية، ووضعت الآلية التنفيذية للإشراف على البرنامج لتمكينه من تحقيق غاياته السامية، وتزيد إجمالي التكلفة للسنوات الخمس المقبلة عن 80 مليار ريال، إضافة إلى ما يتم تخصيصه سنويا للوزارة، كما وافق المقام الكريم على تشكيل لجنة وزارية من الوزراء ذوي العلاقة لتولي الإشراف العام على تنفيذ برنامج العمل. وتعيش المملكة حاليا نهضة تعليمية شاملة ومباركة توجت ب24 جامعة حكومية وتسع جامعات أهلية موزعة جغرافيا لتغطى احتياجات المملكة بلغ عدد طلبتها نحو مليون طالب وطالبة وبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس في هذه الجامعات نحو 33 ألف أستاذ للعام الدراسي 1430 / 1431، إضافة إلى 34 ألف مدرسة للبنين والبنات ارتفع إجمالي عدد طلبتها إلى أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة يقوم على تعليمهم أكثر من 470 ألف معلم ومعلمة. الاهتمام بالمعلمين ولتحسين الأوضاع الوظيفية للمعلمين والمعلمات الذين تم تعيينهم على مستويات بسلم رواتب الوظائف التعليمية تقل عن المحدد لمؤهلاتهم صدرت في شهر محرم 1430 موافقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله- على إحداث (056. 204) وظيفة تعليمية لتسوية أوضاع المعلمين والمعلمات وفقاً للمستويات المناسبة لمؤهلاتهم العلمية. وتشهد وزارة التعليم العالي جهودا مكثفة ودؤوبة في سبيل تنفيذ سياسات الدولة الرامية إلى تطوير التعليم الجامعي من منطلق التوجيهات السامية التي تهدف إلى الرقي بمستوى التعليم الجامعي كماً ونوعاً وبما يتلاءم والظروف والمستجدات المحلية والعالمية. ويعد التعليم الجامعي من الدعامات المؤثرة في المسيرة التنموية لأي بلد خاصة في عصر اقتصاد المعرفة الذي يشكل فيه الاستثمار في العنصر البشري وبناء الإنسان والأخذ بأساليب الرقي والتقدم ونشر العلم حجر الزاوية والمعيار الأمثل لقياس تطور الأمم وتقدمها. وشهد التعليم العالي خلال الأعوام الخمسة الماضية قفزات هائلة وتطوراً كبيراً شمل جميع جوانب العملية التعليمية سواء من ناحية الكم أو من ناحية الكيف. وتتمتع كل جامعة بقدر من الاستقلالية فى المجالين الأكاديمى والإدارى وتؤدى رسالتها العلمية المتميزة فى مدن جامعية صممت وفق أحدث الأساليب المعمارية الحديثة والاعتمادات المالية لتحقيق المناخ العلمي المريح للطلبة والباحثين. التعليم العالي وتوج الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- زياراته لمناطق المملكة بترسية ووضع حجر الأساس لجامعات جديدة وهي: جامعات جازان ونجران والباحة وحائل والحدود الشمالية والجوف وتبوك بتكاليف تصل إلى خمسة مليارات ريال في المرحلة الأولى من مشاريع هذه الجامعات الحديثة. كما صدرت موافقته -رحمه الله- في الثالث من شهر رمضان 1430، على إنشاء أربع جامعات هي "جامعة الدمام وجامعة الخرج وجامعة شقراء وجامعة المجمعة". وتضمنت الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1431 - 1432 اعتمادات للجامعات الأربع الجديدة في "الدماموالخرج وشقراء والمجمعة" تزيد على ثلاثة مليارات ريال. وتعزيزا لدور المرأة ومشاركتها الإيجابية في التنمية وخدمة المجتمع في ظل القيم الإسلامية السمحة دشن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في شهر شوال 1429 في مرحلة تاريخية من مراحل تطور تعليم المرأة حيث رعى حفل وضع حجر الأساس لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات التي تقام على أرض مساحتها ثمانية ملايين متر مربع، وتبلغ مسطحات مبانيها قرابة ثلاثة ملايين متر مربع. ودشن ووضع حجر الأساس في شهر صفر 1430 لعدد من المشاريع الإنشائية والاستراتيجية لجامعة الملك سعود ومن أهمها المدينة الجامعية للطالبات واستكمال المدينة الطبية وإسكان أعضاء هيئة التدريس ومجموعة مباني الكليات للطلاب بالإضافة إلى المرحلة الأولى لأوقاف الجامعة ووادي الرياض للتقنية بتكلفة إجمالية تبلغ 14 ملياراً و 39 مليون ريال. وتوج المغفور له الملك عبدالله اهتمامه بالتقنية الحديثة بافتتاح "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية" في الرابع من شهر شوال 1430 الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 2009 وذلك بمركز ثول الواقع على البحر الأحمر شمال محافظة جدة. وتعد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي أقيمت في مركز ثول بتكلفة تبلغ عشرة مليارات ريال جامعة عالمية رائدة متميزة تختص بالبحث العلمي والتطوير التقني والابتكار والإبداع وتستقطب نخبة من العلماء والباحثين المتميزين والطلبة الموهوبين والمبدعين بهدف دعم التنمية والاقتصاد الوطني ولتوجه الاقتصاد نحو الصناعات القائمة على المعرفة. وتشير إحصاءات وزارة التعليم العالي إلى أن الجامعات السعودية وفرت للعام الجامعي 1430 - 1431 ه 250 ألف مقعد لطلاب وطالبات الثانوية العامة وهو ما يعني أن الجامعات باتت مهيأة لاستيعاب 91% من خريجي الثانوية العامة للعام السابق وهو ما يعد من أعلى المعدلات العالمية لقبول خريجي الثانوية العامة وأن هذا العدد لا يشمل المقاعد المتاحة في مسارات التعليم فوق الثانوي الأخرى، ومن ضمنها: الكليات التقنية التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ومعهد الإدارة العامة، والكليات الجامعية بالجبيل وينبع، بالإضافة إلى الجامعات والكليات الأهلية والمقدر أن توفر جميعها ما يقارب 65000 مقعد إضافي عدا القبول في القطاع العسكري، وهذا يعني أن الفرص المتاحة التي توفرها جميع مؤسسات التعليم فوق الثانوي باتت مهيأة لقبول جميع خريجي الثانوية العامة للعام المشار إليه. وفي إطار الدعم الذي يلقاه التعليم العالي من قبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في إطار سعيها للتحول نحو مجتمع المعرفة تم تخصيص 26% من ميزانية الدولة لقطاع التعليم. البحث العلمي ونتيجة لهذا الاهتمام حققت المملكة تطورا ملموسا في مجال البحث العلمي وبناء الشراكات مع الجامعات العالمية المتميزة والاهتمام ببرامج الجودة في مؤسسات التعليم العالي ومخرجات التعليم. وتحفيزا للباحثين تم تكريم الحاصلين على براءات الاختراع من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية ومنحهم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجتين الممتازة والأولى وإنشاء معاهد وكراسي بحوث في جامعات المملكة في مجالات متخصصة. ولتوحيد جهود مؤسسات التعليم العالي في الاستفادة من التجارب الدولية وتحقيق التعاون المشترك مع الجامعات والمعاهد العالمية في فترة شهدت فيها المملكة في عهد المغفور له توسعاً في إنشاء الجامعات وابتعاث الآلاف من الطلاب إلى الخارج، ونظمت وزارة التعليم العالي تحت رعاية الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- في شهر صفر 1431 الموافق يناير 2010 معرضاً دولياً للتعليم العالي في مركز معارض الرياض شاركت فيه مؤسسات من التعليم العالي العالمية والمنظمات الدولية ذات العلاقة إلى جانب مشاركة الجامعات السعودية والمعاهد العليا وهيئات الجودة والقياس والتقويم والاعتماد الأكاديمي والتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، ومراكز الأبحاث والدراسات. ومثل هذا استجابة للرغبة الملحة في عقد برامج توأمة وشراكة حقيقة مع الجامعات المميزة عالمياً لمواصلة تطوير التعليم العالي في المملكة ونقل الخبرات والبرامج المميزة إليها، وتفعيل برامج الابتعاث بما في ذلك تمكين أبناء المملكة من اختيار الوجهة الصحيحة والمناسبة لهم في التعليم. وكان من أهداف المعرض الدولي للتعليم العالي تحقيق وعي معرفي كامل بقضايا التعليم العالي ومؤسساته على المستوى العالمي، وذلك بما يسهم في مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها هذا النشاط الحيوي المهم، كما يهدف إلى إتاحة الفرصة للمجتمع بمختلف مؤسساته وأفراده للتعرف على التجارب الدولية الرائدة وفتح قناة تواصل إيجابية بين الجهات التعليمية في المملكة ومؤسسات التعليم العالي في العالم أجمع. وإنفاذا لتوجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- تم إنشاء العديد من المعاهد والمراكز في بعض الجامعات لأبحاث التقنيات متناهية الصغر " النانو". وتعد تقنية النانو فتحا علميا جديدا تنتظره البشرية بالكثير من الترقب والآمال العريضة في استثمار هذه التقنية في الكثير من المجالات العلمية والاقتصادية المهمة التي تتصل اتصالا مباشرا بحياة الإنسان الذي تتعقد احتياجاته الحياتية وتتزايد بحكم التطور الحضاري الكبير الذي شمل مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية. ولأهمية هذه التقنية والطفرة التي ستحققها للعالم خلال القرن الحادي والعشرين تبرع الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في شهر ذي القعدة 1427 بمبلغ 36 مليون ريال من حسابه الخاص لتمويل استكمال التجهيزات الأساسية لمعامل متخصصة في مجال التقنية متناهية الصغر المعروفة بتقنية "النانو" في ثلاث جامعات هي جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وبنصيب 12 مليون ريال لكل جامعة. الابتعاث الخارجي وإيمانا من الملك عبدالله -رحمه الله- بأن الإنسان هو ثروة الوطن الحقيقية ولتنويع سياسات التعليم وفلسفاته ومناهجه ولتوفير الفرصة للمبتعثين للدراسة في الجامعات المرموقة ذات السمعة العالية صدرت في الرابع عشر من شهر ربيع الآخر عام 1426ه الموافقة على برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي. ويأتي البرنامج ترجمة فعلية صادقة لاهتمام القيادة بالعلم وطلابه ودليل راسخ على الدعم السخي الذي يحظى به قطاع التعليم العالي. ونتيجة لهذا الدعم والاهتمام وصل إجمالي ما تم صرفه على برامج الابتعاث خلال العام المالي الحالي 1430- 1431 إلى تسعة مليارات ريال للابتعاث للجامعات المرموقة في عدد من الدول المتقدمة في التخصصات التي تحتاجها خطط التنمية للحصول على درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وتجسيداً لاهتمام الملك عبدالله -يرحمه الله- بمسيرة التعليم في هذا الوطن وازدهارها وتسخير كافة الإمكانات لتطويرها وبما يمكن من الإعداد الأمثل لأجيال مؤهلة بالعطاء في سبيل خدمة وبناء الوطن والمواطن والسير به لآفاق الرقي والتطور صدرت في الخامس من شهر صفر 1431 موافقته -يرحمه الله- على تمديد فترة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لمدة خمس سنوات قادمة اعتباراً من العام المالي 1431 - 1432. وقد أتاح هذا البرنامج لأكثر من 80 ألف مبتعث ومبتعثة فرصة الدراسة واكتساب المعارف والمهارات وتحقيق الامتداد الثقافي بين المملكة والحضارات الأخرى من خلال أكثر من 25 دولة في العالم. وصاحب هذا التوسع الكمي في أعداد المبتعثين والمبتعثات وتعدد التخصصات المبتعث لها ودول الابتعاث تنظيم في خدمة المبتعثين حيث تم زيادة أعداد الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج من 24 ملحقية عام 1426 إلى 32 ملحقية حاليا، وتم دعمها بالكفاءات المؤهلة لدعم ومساندة الطلاب والطالبات المبتعثين. وأمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بزيادة مكافآت الطلاب المبتعثين بمعدل 50% وذلك أثناء لقائه -يرحمه الله- بمجموعة من الطلاب السعوديين المبتعثين إلى الولاياتالمتحدة الأميركية وسبق ذلك صدور الموافقة السامية على زيادة المكافأة الشهرية للمبتعثين في الخارج بنسبة 15% وتثبيت سعر صرف الريال مقابل عملات الدول التي تأثر المبتعثون بتذبذب سعر الصرف فيها بالإضافة إلى زيادة المشمولين من أبناء المبتعثين بالمكافأة من اثنين إلى أربعة. وامتدادا للعناية بالتعليم وأهله وحرصا من الراحل الملك عبدالله على أبنائه المبتعثين وتلمسا لاحتياجاتهم صدرت توجيهاته -يرحمه الله -في الخامس من جمادى الآخرة 1431 بالموافقة على إلحاق الطلاب والطالبات الدارسين حاليا والمنتظمين بدراستهم على حسابهم الخاص في المعاهد والجامعات في الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا وأستراليا ونيوزيلندا بعضوية البعثة. وفي مبادرة من مبادرات -المغفور له- ودعمه غير المحدود لأبنائه الطلبة لتمكينهم من الدراسة في التخصصات التي يرغبونها في الجامعات الحكومية والأهلية، كما تؤكد اهتمام الحكومة الرشيدة بدعم قطاع التعليم الأهلي الجامعي ليكون رافدا لقطاع التعليم العالي الحكومي لإتاحة المزيد من الفرص للطلاب الراغبين في دراسة التخصصات العلمية التي تحتاجها خطط التنمية وتلبي احتياجات سوق العمل، قرر مجلس الوزراء تحمل الدولة الرسوم الدراسية ل50% من أعداد من يقبلون سنويا في الجامعات والكليات الأهلية لمدة خمس سنوات، الأمر الذي يشجع الطلاب على الالتحاق بالجامعات والكليات الأهلية والتعليم الموازي في المملكة ويدعم مسيرة التعليم العالي الأهلي من أجل مخرجات ذات كفاءة متقدمة تضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة تخدم الوطن وتعمل على تمثيله في المحافل الإقليمية والدولية. العناية بالموهوبين وتمثل رعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ورئاسته مجلس أمنائها مرحلة جديدة من مراحل التعليم في وطننا الغالي واستجابة طبيعية للتحولات النوعية الماثلة في مجال تحديث البرامج التربوية والتعليمية. وتوجت جهود المملكة بالعناية بالموهوبين والاهتمام بهم بإنشاء "مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين" عام 1419 والتي تغير مسماها في محرم 1429 إلى مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع وهي هيئة تعليمية مستقلة لها شخصيتها الاعتبارية المستقلة. ويمثل البناء التعليمي والتربوي في المملكة صمام الأمان ومجال الاستثمار للمستقبل وهو ما يجعل البناء التعليمي في هذه المرحلة وثيق الصلة بالمتغيرات التنموية والاجتماعية والاقتصادية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وتمثل هذه الرعاية من قبل الراحل لهذا البرنامج التربوي والوطني الحيوي "موهبة " الأساس القوي للمسيرة التعليمية والتنموية في المملكة. وأدركت وزارة التربية والتعليم منذ وقت مبكر الدور الذي يمكن أن يسهم به الموهوب في تطور وتنمية بلده وتقدمه وامتداداً لمسؤوليتها الاجتماعية تجاه الموهوبين خاصة سعت إلى تنفيذ ما أشارت إليه سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية بالكشف عن الموهوبين ورعايتهم وإتاحة الإمكانات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة وبوضع برامج خاصة ليسهموا في تطور مجتمعهم ونموه وتقدمه الحضاري. وكان من ثمار عناية التربويين في المملكة بالموهوبين والموهوبات تنفيذ برنامج الكشف عن الموهوبين الذي بدأ عمله مطلع العام الدراسي 1418 " 1419 بمدينة الرياض بمجمع الأمير سلطان التعليمي ثم توسع البرنامج ليشمل عدة مناطق تعليمية. واستكمالاً لهذه الجهود أنشئت الإدارة العامة لرعاية الموهوبين بوزارة التربية والتعليم عام 1422 التي تتولى عدة مهام تشمل خدمة الطلبة والطالبات الذين منحهم الله تعالى قدرات غير عادية أو أداء متميزا عن بقية أقرانهم في مجال أو أكثر والتي يقدرها المجتمع وخصوصاً في مجالات التفوق العقلي والتفكير الابتكاري والتحصيل العلمي ويحتاجون إلى رعاية تعليمية خاصة ويتم اختيارهم وفق أسس ومقاييس علمية خاصة.