ساعات عصيبة عاشها السعوديون منتصف ليلة البارحة، وهم يتداولون بين مصدق ومكذب أنباء رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حتى جاء الإعلان الرسمي في الثانية والربع من فجر اليوم، يحمل أكثر الأخبار حزنا على الإطلاق "لقد رحل عبدالله بن عبدالعزيز في الواحدة فجرا". "إنا لله وإنا إليه راجعون"، هي العبارة التي ختم بها ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، نعيه فقيد الأمة في بيان سأل الله فيه أن يتغمد الملك عبدالله بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جناته، مشددا على أن العزاء يكمن في تمسك الأمة بدينها القويم، سائلا الله أن يجزيه عن الإسلام والأمة وعن المسلمين كافة خير الجزاء. وعلى الفور، توالت البيانات العالمية التي تنعى الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الملك عبدالله بالقائد الصادق والشجاع، فيما نعت جامعة الدول العربية على لسان أمينها العام فقيد الأمة متقدمة للأسرة الحاكمة والشعب السعودي بخالص العزاء، بينما قطع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارته إلى سويسرا، وتوجه إلى السعودية على الفور. ومن المتوقع أن تتوافد على الرياض وفود رسمية عالية المستوى، للمشاركة في تشييع جثمان الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ ستؤدى الصلاة عليه عقب عصر اليوم الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط مدينة الرياض. وبعد إعلان خبر رحيله، صدر بيان من الديوان الملكي، بتلقي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، البيعة ملكا للمملكة العربية السعودية وفقا للنظام الأساسي للحكم، فيما دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد، وذلك "بناء على البند "ثانيا" من الأمر الملكي رقم أ / 86 وتاريخ 26/ 5/ 1435، الذي نص على أن يبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليا للعهد في حال خلو ولاية العهد". ومن المقرر أن يفتح قصر الحكم في الرياض اليوم بعد صلاة العشاء، لتقديم المواطنين البيعة لسلمان ملكا ومقرن وليا للعهد.