أكد بيان صادر عن السفارة البريطانية في القاهرة قرب استئنافها تقديم خدماتها، وقال السفير البريطاني لدى مصر، جون كاسن، إن القائمين على السفارة "يعملون على إعادة كل الخدمات بأسرع وقت ممكن، وعلى إطلاع الرعايا البريطانيين في مصر وغيرهم من مستخدمي خدمات السفارة على المستجدات أولاً بأول". مشيراً إلى أن قرار التعليق وقتي واستلزمته أغراض زيادة إجراءات الأمن في السفارة، حرصاً على حياة العاملين والمراجعين. وأضاف البيان "القرار إجراء أمني احترازي اتخذته السفارتان البريطانية والكندية، ولكل دولة الحق في اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين مقار بعثاتها والأفراد العاملين فيها". ومع أنه لم تتعرض أية مصالح أجنبية في مصر لأي خطر إلا أن هناك مخاوف من احتمال وقوع أعمال عنف، خاصة بعد إعلان تنظيم "أنصار بيت المقدس" مبايعته لتنظيم "داعش". في سياق متصل، توقع عدد من الدبلوماسيين استئناف سفارتي بريطانيا وكندا أعمالهما خلال أيام قليلة، وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الأممالمتحدة والمنظمات الدولية، السفير سيد قاسم: "تعليق السفارتين لأعمالهما إجراء روتيني معروف في كثير من الدول، حيث تلجأ إليه بعض السفارات حينما تردها معلومات تهدد أمنها، لحين التأكد من صحة المعلومات، وذلك حفاظا على أرواح العاملين بالسفارة والمترددين عليها، وهناك سفارات عدة داخل مصر لجأت لهذا الإجراء أثناء ثورة 25 يناير، وستستأنف السفارتان أعمالهما خلال أيام قليلة، عقب التنسيق مع الأجهزة المصرية واتخاذ الإجراءات الاحتياطية اللازمة". بدوره، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير إيهاب وهبة، "قرار إغلاق السفارات ليس خارجاً عن المألوف، وتكرر كثيرا في عدد من سفارات الدول في بلدان مختلفة، وتعليق الأعمال لن يستغرق أكثر من أيام معدودة، خاصة أن مصر تؤمن السفارات الأجنبية بشكل كامل، ولن تتوانى عن زيادة التأمين إذا وجدت ضرورة لذلك، ليطمئن القائمون على السفارة أكثر". من جهته، قال مساعد وزير الداخلية، اللواء علي الدمرداش، "إن أجهزة الأمن لم تتلق أية بلاغات من وزارة الخارجية أو سفارات بريطانيا وكندا وأميركا بمنطقة جاردن سيتي بأية تهديدات، والتعزيزات الأمنية بالمنطقة مكثفة، حيث توجد فيها قوات أمن مركزي وضباط بحث جنائي ونظامي، بالإضافة إلى ثلاثة لواءات شرطة بميدان التحرير بخلاف الخدمات الأمنية الموجودة عند المتحف المصري"، فيما قال مصدر أمني، اشترط عدم ذكر اسمه، "إن شخصاً اعتقلته السلطات المصرية في الآونة الأخيرة بوجود خطط لاستهداف سفارات أجنبية". في سياقٍ أمني، أعلنت وزارة الداخلية ضبط 32 متهما من المنتمين لجماعة "الإخوان" والمطلوبين على ذمة قضايا تتعلق بالتحريض على العنف في ست محافظات. وقال مساعد أول وزير الداخلية عن مصلحة الأمن العام، اللواء سيد شفيق، إن عمليات القبض تمت بالتنسيق مع مديريات الأمن كافة على مستوى الجمهورية، وإن النيابة تتولى التحقيق معهم. وفي السياق، دهمت عناصر من الجيش الثاني الميداني وعناصر من قوات الانتشار السريع بؤرا إرهابية عدة بمدن رفح والشيخ زويد في شمال سيناء، وحرقت عددا من الأوكار التي كانت تستخدمها العناصر الإرهابية، فيما نجحت العناصر الأمنية في ضبط العشرات من الدراجات البخارية بدون لوحات معدنية كانت تستخدم في العمليات العدائية ضد رجال الجيش والشرطة، وحلقت طائرات أباتشي لتأمين القوات ورصد الإرهابيين. وكانت حركة القطارات على بعض الخطوط قد توقفت للاشتباه في وجود قنبلة على خط السكة الحديدية، وقامت قوات الأمن بإخلاء ركاب القطار بعد انتشار حالة من الذعر بينهم، وتعامل خبراء المفرقعات مع جسمين عبارة عن قنبلتين بدائيتي الصنع، وتم إبطال مفعولهما قبل أن تعود حركة القطارات لطبيعتها.