أغلقت قوات الأمن المصرية بشكل جزئي محيط سفارتي بريطانياوكندا في القاهرة بعدما أعلنت البعثتان الديبلوماسيتان تعليق خدماتهما العامة «لأسباب أمنية». واكتنف غموض الاتصالات التي جرت بين قيادات أمنية مصرية ومسؤولين في السفارتين، فيما كانت السلطات المحلية تنصب كتلاً خرسانية لإغلاق شوارع عدة مؤدية إلى محيط السفارتين. وكانت السفارة البريطانية أعلنت أول من أمس تعليق خدماتها للجمهور «لأسباب أمنية». وقالت إنها «تعمل مع السلطات المصرية لإعادة فتح مكاتبها واستئناف أعمالها بالكامل في أقرب فرصة ممكنة»، وتبعتها سفارة كندا القريبة منها بإعلان مماثل، وقالت إنها قررت تعليق خدماتها العامة «لأسباب أمنية» حتى إشعار آخر. كما أصدرت السفارة الأسترالية تحذيراً قالت فيه إنها تلقت «تقارير تشير إلى أن إرهابيين قد يكونون يخططون لشن هجمات ضد مواقع سياحية، ووزارات حكومية وسفارات في القاهرة». وطالبت مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى شمال سيناء، وإعادة النظر في خططهم للسفر إلى أي مكان آخر في مصر بسبب «التوتر السياسي المستمر والتهديد من هجوم إرهابي». وتوافدت قيادات أمنية على محيط سفارتي بريطانياوكندا في حي غاردن سيتي قرب ميدان التحرير في قلب القاهرة، وأشرفت على عملية عزل محيط السفارتين عن الشوارع المحيطة بهما. وكانت تقارير أفادت بأن السفارة البريطانية طلبت غلق الشوارع المحيطة بها، كما كان معمولاً به قبل ثورة 25 يناير 2011. وتضم المنطقة سفارات عدة، منها سفارات أميركا وبريطانياوكندا، وبفعل الحواجز الأسمنتية والأمنية باتت كأنها «جزر منعزلة» عن محيطها. أما بخصوص السفارة الأميركية، فالسلطات المصرية تغلق محيطها وتمنع مرور السيارات أمامها، وتحولت الشوارع المطلة على أسوار السفارة إلى نقاط تمركز أمني لعشرات من ناقلات الجنود المكلفين تأمين منطقة السفارات وميدان التحرير، كما تنصب وزارة الداخلية حواجز حديدية متحركة عند مداخل الشوارع المؤدية إلى مقر السفارة الأميركية وتُجري تفتيشاً دقيقاً للمارة. وتفصل محيطها عن ميدان التحرير وعن كورنيش النيل بأسوار خرسانية كبيرة. ولجأت السلطات بسرعة إلى فرض تحويلات مرورية عدة في محيط سفارتي كنداوبريطانيا، منعت بموجبها مرور السيارات من أمام بوابة السفارة البريطانية، فيما انتشر أفراد أمن بزيٍّ مدني أمام سور السفارة المطل على كورنيش النيل. كذلك وُضعت كتل خرسانية كبيرة منعت وصول السيارات إلى كورنيش النيل من أمام السفارة، وكتل أخرى منعت السيارات من مواصلة السير أمام واجهة السفارة الكندية، فيما سُمح بمواصلة السير من الجهة الخلفية التي يتوافد عليها الجمهور. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن مسؤولين أمنيين كباراً عقدوا لقاءات عدة مع مسؤولي السفارات الغربية التي أصدرت «تحذيرات أمنية»، لكن لم يتلقوا منهم ما يشير إلى «معلومات عن تهديدات»، لافتاً إلى أن الأمر كان يدور حول «طلب تشديد الإجراءات الأمنية حول محيط السفارات». وأوضح أن قوات الشرطة «لم تُقصّر في تأمين السفارات، وتلك المنطقة تحديداً تحظى بإجراءات أمنية صارمة... وسبب غلق الشوارع المؤدية إلى السفارة الأميركية أن الساحة المواجهة لها باتت نقطة تمركز أمني». وأكد أن السلطات لا تمانع في تلبية طلبات تشديد إجراءات الأمن، لكنها ترفض «المبالغة فيها بشكل يؤثر على معيشة آلاف السكان في محيطها»، لافتاً إلى أن منطقة السفارات تضم مقرات شركات كبرى وفنادق سياحية، ولا يمكن إغلاقها بشكل تام، نافياً المعلومات التي تحدثت عن توقيف شخص أدلى بمعلومات عن هجمات وشيكة تستهدف سفارات أجنبية.