تتصاعد الاحتجاجات في الولاياتالمتحدة الأميركية، تجاه القوة المفرطة، واستخدام السلاح غير المبرر من قبل الشرطة، فيما تحولت جنازة الشاب الأسود أكاي جورلي (28 عاما) قتله "عرضا" شرطي أبيض في نيويورك أمس إلى مناسبة للمطالبة بإصلاح قضائي وفي أجهزة الشرطة التي ارتكبت سلسلة أخطاء أدت إلى تظاهرات في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. وفاقم من حدة الاحتجاجات القرار الأخير الصادر عن هيئة المحلفين، بمدينة سانت لويس، والذي برأت بموجبه الشرطي "دارين ويلسون"، قاتل الشاب الأسود "براون" بمدينة فيرجسون، معتقدة أن الشرطي تصرف وفقاً للصلاحيات التي منحه إياها القانون. وتشير بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى أن الشرطة تقتل سنوياً نحو 400 شخص، في عمليات قتل ترى أنها مبررة، بينما ارتفع الرقم خلال العام الماضي إلى 463 شخصاً، كما أن ربع القتلى من الأميركيين السود الذين يشكلون نسبة 14% من المجتمع الأميركي. وتفيد البيانات نفسها بأن شخصين من السود يقتلان أسبوعياً، تحت أسباب مبررة، على أيدي عناصر شرطة بيض. كما تعدّ حادثة قتل الشاب في فيرجسون الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وفجرت الاحتجاجات في الولاياتالمتحدة الأميركية، وذلك بسبب ندرة فتح تحقيق، أو دعاوى قضائية في عمليات القتل بحق المواطنين السود، إلى حد يمكن نفي وجود تحقيقات بهذا الشأن. ولم تكن حادثة مقتل الشاب براون هي الأولى من نوعها، حيث سبق أن قامت الشرطة عام 1992 بضرب الشاب الأسود "رودني كينج" حتى الموت، وتسببت تبرئة أفراد الشرطة لاحقاً باندلاع انتفاضة جماهيرية استمرت ستة أيام، أسفرت عن مقتل 53 شخصاً، وإصابة الآلاف، ووقوع خسائر مادية جسيمة، تجاوزت المليار دولار. وقتل جورلي وهو رب عائلة برصاص أطلقه شرطي أبيض في 20 نوفمبرالماضي في "حادث عرضي" في مصعد تنقصه الإنارة في مبنى من المساكن الشعبية في بروكلين. وأثارت القضية استياء في البلاد وأدت إلى تصاعد التظاهرات التي تدين منذ الصيف سلوك الشرطة بعد سلسلة من المواجهات التي قتل فيها سود وأججت التوتر العرقي في الولاياتالمتحدة. وفي نيويورك التي شهدت يومها الرابع من التظاهرات، تجمع حشد في ساحة تايمز سكوير بعد ظهر أول من أمس، ثم في ساحة يونيون سكوير على الرغم من الأمطار الغزيرة. وهتف الحشد "لست قادرا على التنفس"، مرددا بذلك الكلمات الأخيرة التي قالها رجل أسود في الثالثة والأربعين من العمر توفي مختنقا في يوليو الماضي خلال توقيفه من قبل شرطة نيويورك. وجرى تجمع آخر في حي هارلم بدعوة من آل شاربتن أبرز شخصيات الدفاع عن الحقوق المدنية، بحضور المخرج سبايك لي. كما شهدت واشنطن وكاليفورنيا تظاهرات، وفي بيركلي بالقرب من سان فرانسيسكو جرت صدامات عنيفة بين الشرطة التي استخدمت قنابل دخانية في مواجهة المتظاهرين الذين قاموا برشقها بالحجارة وأشياء أخرى.