اشتعلت اعمال العنف مجددا في ضاحية فيرجسون بسانت لويس في ولاية ميزوري الأمريكية امس الثلاثاء، ودوت اصوات أعيرة نارية واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع باتجاه حشد غاضب بعدما قررت هيئة محلفين عليا عدم توجيه اتهام لضابط شرطة أبيض في واقعة إطلاق نار قتل فيها فتى أسود غير مسلح في أغسطس. فيما دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما إلى الهدوء. وقال اوباما من البيت الأبيض: «نحن أمة قامت على أساس سيادة القانون، نحن بحاجة إلى أن نقبل أن هذا القرار هو قرار هيئة محلفين كبرى». بينما قالت عائلة مايكل براون الفتى الاسود الاعزل الذي قتل برصاص اطلقه ضابط شرطة ابيض، انهم يشعرون «بخيبة أمل عميقة أن قاتل طفلنا» لم توجه اليه اتهامات. وحثت العائلة في بيان المحتجين على تفادي العنف والحفاظ على سلمية احتجاجاتهم. وامتدت التظاهرات، التي فجرها قرار القضاء الأمريكي عدم ملاحقة شرطي أبيض قتل شابا أسودا، من مدينة فيرغوسون بولاية ميزوري إلى معظم المناطق في الولاياتالمتحدة. وبعد صدور قرار هيئة المحلفين، تفجرت الاحتجاجات في فيرغسون بسانت لويس بولاية ميسوري، حيث أحرق المحتجون أكثر من 12 مبنى وسيارات، وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وأصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية تقييدا مؤقتا للرحلات الجوية فوق منطقة فيرغسون على خلفية الحكم القضائي، فيما سمع إطلاق نار كثيف من أسلحة آلية في المنطقة. ولم تقتصر الاحتجاجات على فيرغسون التي شهدت في أغسطس الماضي مقتل الشاب البالغ من العمر 19 عاما، بل عمت عدة مدن، من بينها نيويورك وشيكاغو ولوس أنجلوس. وشارك المئات في مظاهرة بساحة تايمز سكوير في نيويورك، حيث حملوا لافتات سوداء كتب عليها «العنصرية تقتل» و»لن نبقى صامتين» وأخرى تندد ب»عنصرية الشرطة». كما ردد المحتجون، الذين تزايدت أعدادهم مع الوقت، «لا عدالة لا سلام»، وشبه بعضهم الشرطة بمنظمة «كو كلاكس كلان»، ووجهوا شتائم، حسب ما أوردت فرانس برس. وتجمع عدد كبير من المتظاهرين أيضا في ساحة يونيون سكوير إلى جنوب مانهاتن، بينما قررت مجموعة ثالثة من المحتجين التوجه إلى هارلم سيرا على الأقدام. وفي شيكاغو سار المتظاهرون حاملين لافتات كتب عليها «العدالة لمايكل براون»، الشاب الذي قتل برصاص الشرطي دارن ويلسون الذي أعلن أنه كان في حالة دفاع عن النفس. كما نظمت مظاهرات في بوسطن ولوس أنجلوس وفيلادلفيا ودنفر وسياتل وأوكلاند وسولت ليك سيتي، حيث قطع المحتجون طريقا سريعا، ولم يذكر وقوع أي حادث رغم حالة من التوتر الشديد. وفي حين لم تشهد مسيرات نيويورك وشيكاغو والمناطق الأخرى أعمال شغب، أطلقت الشرطة في فيرغسون الغاز المسيل للدموع لتفريق موجات من المحتجين الذين أظهروا علامات على العنف. ورشق الحشد أفراد الشرطة، الذين شكلوا حائط صد باستخدام دروع مكافحة الشغب خارج مبنى الشرطة، بزجاجات وعلب معدنية، وسط سماع دوي رصاص لم يعرف مصدره. وقالت شرطة سانت لويس: إن إطلاقا كثيفا للنار بالأسلحة الآلية وقع الليلة قبل الماضية في نفس المنطقة التي قتل فيها براون بالرصاص. كما نظمت احتجاجات في نيويورك وشيكاجو والعاصمة واشنطن وسياتل وأوكلاند بسبب قضية كشفت عن توترات عرقية قديمة لا في فيرجسون فقط التي تقطنها غالبية من السود لكن في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة. وقال بوب مكلوك ممثل الادعاء بمقاطعة سانت لويس للصحفيين في كلاينتون وهي ضاحية في سانت لويس اجتمعت فيها هيئة المحلفين العليا: «هم قرروا انه لا توجد أي اسباب ترجح توجيه أي اتهام إلى الضابط ويلسون». فيما قالت الشرطة الامريكية الثلاثاء ان 12 مبنى على الاقل في فيرجسون بولاية ميزوري احرقت ومعظمها دمر في موجة من الاضطرابات. وقال قائد شرطة مقاطعة سانت لويس جون بيلمار انه سمع بنفسه نحو 150 عيارا اطلقت خلال ليلة شهدت عمليات سلب ونهب واحراق واشتباكات بين المتظاهرين والشرطة اسفرت عن اعتقال 29 شخصا على الأقل.