كشفت أجهزة الأمن اللبنانية اعتقال إحدى زوجات قائد تنظيم الدولة "داعش" أبو بكر البغدادي، عند أحد المعابر الحدودية، إذ كانت تتنقل بهوية مزورة برفقة إحدى بناتها. وأضافت أن عملية الاعتقال حدثت قبل 10 أيام، وأن الموقوفتين اقتيدتا إلى مقر وزارة الدفاع حيث يجري التحقيق معهما. ومع تحفظ أجهزة الأمن اللبنانية عن اسم الموقوفة وجنسيتها، إذ إن البغدادي متزوج من عدة نساء، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن الموقوفة هي سجى الدليمي، العراقية التي أطلق سراحها في صفقة راهبات معلولا. وأضافت أن الدليمي وابنتها كانتا تتنقلان بهوية سورية مزورة. إلى ذلك، يؤكد مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية وهبي قاطيشا، في تصريحات إلى"الوطن" أمس، عدم وجود علاقة لقيام الجيش اللبناني باعتقال زوجة زعيم وابنته في لبنان بقضية الأسرى العسكريين اللبنانيين، وقال "لبنان يخوض حربا ضد الإرهاب، والقبض على زوجات إرهابيين لا يهدف إلى المقايضة، بل هو عمل روتيني، فعندما تسنح الظروف للقوى الأمنية بالقيام بمهمة تهدف إلى اعتقال متهمين بالإرهاب فإنها تقوم بها، بغض النظر عن أي شيء آخر، ثم إن المقايضات لا تجري إلا بين منظمتين إرهابيتين، كما حدث خلال الأسبوع الفائت من مقايضة بين أسير حزب الله عماد عياد والمجموعة المسلحة في القلمون". وعن إمكانية تأثير اعتقال زوجة البغدادي وابنته على ملف العسكريين المختطفين لدى التنظيم المتطرف، وتسريع عملية إطلاق سراحهم، قال قاطيشا: "لا شك أننا انتقلنا إلى مرحلة جديدة أكثر حسما في الاتجاه الصحيح، لأن المفاوضات السابقة كانت مائعة ورمادية وليس لها لون معين، والآن وصلنا إلى نقطة حاسمة، ونتمنى أن ننتهي من هذه القضية، ويقال إن العسكريين موجودون لدى "النصرة" و"داعش" في القلمون، لكن في تقديري أن هؤلاء مرتبطون بالنظام السوري، وإلا فكيف يحصلون على التمويل في جبال مكللة بالثلوج، والحياة فيها قاسية، ورغم ذلك يحصلون على الذخيرة والمياه والطعام؟". ورفض وهبي توجيه التهمة إلى مواطني عرسال بالوقوف وراء تمويل المتشددين بما يحتاجون، كما كان يدعي حزب الله وقال: "عرسال بالكاد تكفي نفسها، فكيف تستطيع تمول جيش في القلمون؟ ثم إن السلاح بالتأكيد لا يصل إلى هؤلاء من عرسال، فالجيش اللبناني منتشر على كل الطرق". وحول مسار التفاوض مع جبهة النصرة لإطلاق سراح العسكريين الذين تحتفظ بهم، تقول مصادر في الحكومة إن هناك مؤشرات إيجابية بعد تأجيل التنظيم إعدام المختطف علي البزال، مشيرين إلى أن ذلك يتيح فرصة حقيقية للتفاوض مع الخاطفين، على الرغم ممن يسعى داخل الحكومة إلى عرقلة هذا الأمر، في إشارة واضحة إلى حزب الله وحلفائه في فريق الثامن من آذار.