شدد رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل على أن تقارير المؤسسة لا تنطلق من أهداف سياسية لتشجيع حزب أو تيار أو طرف على آخر، مؤكدا أنها لا تتبنى الأهداف الحزبية، بل تعمل على خدمة الثقافة والفكر والمعرفة العربية في الوطن العربي، عبر الانفتاح على العلوم والمعارف وتنمية الاعتزاز بثوابت الأمة، مشددا على أن المؤسسة أوجدت كي تكون "من وإلى المواطن العربي، ونتاجا لاقتراحاته وتطلعاته، وليس فيها أي تضخيم لأمر ولا تهميش لأحد". جاء ذلك في وقت أطلق فيه الفيصل بمشاركة وزير الثقافة المغربي محمد الصبيحي من مدينة الصخيرات المغربية، التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية الذي حمل عنوان "العرب بين مآسي الحاضر وأحلام التغيير"، الذي يناقش الواقع العربي بعد أربع سنوات من أحداث الربيع. وفي رد الفيصل على سؤال حول عدم تطرق التقرير لانعكاسات أحداث الربيع العربي على السعودية، قال "ربيع السعودية بدأ قبل 84 عاما، عندما توحدت هذه البلاد، ولا يزال يتطور إلى اليوم". أكد رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل أن تقارير المؤسسة مبنية على دراسات بحثية وعلمية ولا تهدف إلى تشجيع طرف أو حزب وتيار سياسي معين ضد طرف آخر، وأنها لا تتبنى أي أهداف سياسية وحزبية، بل إن أهم أهدافها اليي أنشئت من أجلها خدمة الثقافة العربية وخدمة الفكر والمعرفة في الوطن العربي، وفي مقدمتها الانفتاح على العلوم والمعارف وتنمية الاعتزاز بثوابت الأمة، وهي الأهداف التي نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى. جاء ذلك خلال حفل إطلاق التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية تحت عنوان: العرب بين مآسي الحاضر وأحلام التغيير، أربع سنوات من "الربيع العربي"، يوم أمس الثلاثاء في مدينة الصخيرات المغربية، بحضور وزير الثقافة المغربي محمد الصبيحي والمدير العام المؤسسة هنري العويط. وفي كلمته التي بدأ بها الحفل قال الفيصل إن التقرير السنوي للتنمية الثقافية، الذي يصدر كل عام، هو "بين أيديكم اليوم، ويحمل في طيّاته الكثير من الأفكار والدراسات والبحوث، التي تسهر عليها مجموعة من نخبة المثقفين والمفكرين في الوطن العربي". رسالة المؤسسة وأضاف "إن رسالة هذه المؤسسة، هي نقل الفكرة والرؤية للمواطن العربي في موقع المسؤولية والمواطنة"، وقال "نحن في هذه المؤسسة، لا نخرج بقرارات ولا توصيات، وإنما بأفكار نطرحها، فيتلقاها المواطن العربي، وهو الذي يقدر ويختار ما يصلح منها، ويقيم عمل المؤسسة"، وقال الفيصل "أنا لا أدعي أنني من المثقفين أو المفكرين، لكنني أتشرف بأن أكون في خدمة الفكر والثقافة". وردا على سؤال عن عدم احتواء التقرير ومناقشته لتداعيات الربيع العربي في السعودية، قال الفيصل "ربيع السعودية بدأ قبل 84 عاما، عندما توحدت هذه البلاد، ولا يزال يتطور إلى اليوم". وردا على سؤال أحد الصحفيين حول أنشطة المؤسسة التي تدار في "أبراج عاجية" بين المثقفين وغياب الصلة مع الشعوب العربية، قال الفيصل إن مؤسسة الفكر العربي "أبعد ما تكون عن البرج العاجي الذي يقطن في أذهان بعض الصحفيين"، وقال "نحن لا نتمتع بمثل هذا البرج العاجي الذي يتمتع به الإعلام"، وأضاف أن هناك صلة كبيرة بين المؤسسة والوطن العربي، والمؤسسة من وإلى المواطن العربي، وهي أصلا نتاج اقتراحات وتطلعات المواطن العربي وليس فيها أي تضخيم لأمر ولا تهميش لأحد، مضيفا أن المؤسسة ومنذ تأسيسها تنقل للمواطن العربي الدراسات والبحوث، وتقيم المؤتمرات منها التعليمية ومنها الثقافية والاجتماعية، مؤكدا بأن الصلة قائمة بين المواطن العربية ومؤتمرات المؤسسة من خلال مشاركة المؤسسة مع مراكز البحوث والمؤسسات الإعلامية من أجل إيصال رسالتها للمواطن العربي، إضافة إلى عقد الملتقيات المختلفة الصغيرة وورش العمل والأنشطة المخصصة للشباب العربي، وهناك الكثير من ممثلي الشباب في جميع البلدان العربية ولهم نشاط وبرامج ولقاءات تحت مظلة مؤسسة الفكر العربي. وخلال الحفل قال وزير الثقافة المغربي محمد الأمين الصبيحي إن اختيار المغرب، لانعقاد فعاليات المؤتمر السنوي الثالث عشر تحت شعار: "التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم" لم يأت من باب الصدفة. إبراز القيم بل يعكس حرص المؤسسة المعهود وانشغالها الدائم بإبراز القيم الحضارية والروابط الفكرية والثقافية العريقة للشعوب والدول المنتمية إلى مجالنا العربي المشترك، كما ركز الوزير المغربي على دور المؤسسة في تقوية الروابط مع الفعاليات والهيئات الثقافية المعنية بالتضامن العربي، ومع المنظمات الإقليمية والدولية المهتمة بالشأن العربي، وكذلك استحداث ورعاية البرامج الإعلامية والثقافية، التي تسهم في نشر ثقافة الفكر العربي عالمياً، لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الأمة العربية. إشادة بالتجربة بدوره، أشاد المدير العام لمؤسسة الفكر العربي د. هنري العويط بما قامت به المملكة المغربية في إطار "الربيع العربي"، وقال إنه يمثل تجربة رائدة ترتقي إلى مرتبة النموذج الذي يمكن الاعتبار به لحسن تدبُّرِ ما يتخبط به العالم العربي من أزمات، وما يواجهه من تحديات. وحول اختيار "الربيع العربي" موضوعا للتقرير السابع، رد العويط ذلك إلى حرص مؤسسة الفكر العربي منذ إنشائها على أن تكون قطباً لنقل المعرفة ونقدها وتوليدها ونشرها، وأداة لإثارة الوعي بالقضايا المصيرية الكبرى التي تعيشها المجتمعات والدول، وبسبب أن المنطقة العربية عاشت منذ 2011م أحداثاً جساماً وتحولات عميقة، لم يشهد العالم العربي مثيلا لها في تاريخه الحديث، وبقدر ما جيشت هذه الأحداث حماس شعوب المنطقة، وفتحت أمامها أبواب الأمل على مصاريعها، ارتسمت كذلك على طريقها مسارات مخيبة حولت "الربيع العربي" إلى "خريف"، بل إلى مأساة عاصفة ومظلمة ودامية.