تفاعلا مع ما نشرته "الوطن" حول اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف في خزانات منازل أهالي حي غليل جنوبجدة الأسبوع الماضي، أكد مسؤول شبكة مياه جنوبجدة بوحدة أعمال شركة المياه الوطنية في المحافظة المهندس غسان الحربي ل"الوطن"، أمس، صحة أقوال سكان حي غليل عن اختلاط مياه خزاناتهم بمياه الصرف الصحي، معللا ذلك بقدم وتهالك أنابيب الشبكة، إذ بلغ عمرها نحو 30 عاما، مشيرا إلى أن قلة وعي سكان الحي أسهمت في تسرب المياه الملوثة إلى منازلهم. وقال: "تهالك وتآكل الأنابيب أمران منطقيان، وذلك لأنها تم تركيبها منذ فترة طويلة لنقل المياه من الشبكة إلى المنازل، وتعد من أفضل الأنواع، ومقاومة للصدأ والتهالك"، إلا أن أهالي الحي حفروا خزانات صرف صحي على خطوط المياه، ومع مرور الزمن حدث تآكل في الأنابيب نتيجة تأثرها بالمواد الكيماوية في مياه الصرف الصحي، ما أدى إلى تسربها إلى داخل خزانات الشرب. وأشار الحربي إلى أن الهاتف المجاني الخاص بشكاوى المواطنين تلقى 45 شكوى لمتضررين من حي غليل، تتضمن تلوث مياه الخزانات بمياه الصرف الصحي، مشيرا إلى أن تلك الشكاوى دفعت فرقة الصيانة للخروج إلى الحي لتمشيط المنطقة المتضررة وأخذ عينات من المياه وتحليلها، إذ اتضح أن 70% من هذه العينات سليمة و30% من العينات ملوثة. وأضاف أنه بعد ثبوت تلوث تلك العينات تم النزول للموقع مرة أخرى والتوجه للعملاء المتضررين والقيام بإقفال المياه عنهم، إضافة إلى الكشف النظري للمنطقة، ووجدوا أن مواقع خزانات الصرف الصحي التي أنشأها المواطنون بالقرب من منازلهم كانت تقع على مسار أنابيب المياه، ما دفع فريق الصيانة إلى علاج أربعة مواقع لخزانات صرف صحي واقعة على مسارات خطوط المياه، وتم الانتهاء من تلك المواقع بتغيير مسار الصرف الصحي عن طريق شبكة المياه. وأكد الحربي أن قلة وعي سكان الحي أدت إلى تسرب المياه الملوثة لخزانات المياه بالمنازل، موضحا أنه تم أيضا استخدام تقنية غاز الهيليوم لكشف التسريات الموجودة في باطن الأرض، وتم رصد نحو ستة تسريبات غير ظاهرة وسيتم الاستمرار في إجراء الكشف الميداني وتحويل المسار الخاص للمياه بعيدا عن خزانات الصرف الصحي التي أنشأها المواطنون. وأوضح أن هناك بعض المواطنين في الحي يركبون "ماطورين لشفط المياه"، أحدهما في شبكة المياه والآخر للشفط إلى الخزانات داخل المنازل، وهذه "المواطير" شفطها عال جدا، وقد تؤثر في خطوط المياه ويحدث انكسار بها، إضافة إلى ما يحدث من شفط الرواسب الموجودة في الشبكة بعد الانتهاء من عملية الضخ وهذه مخالفة وتسجل غرامة على صاحب المنزل الذي يتم اكتشاف ذلك في مسكنه. وأشار الحربي إلى أن مشكلة تلوث مياه الخزانات بمياه الصرف الصحي كانت موجودة سابقا في الحي نفسه منذ ستة أشهر وكانت الأسباب التصرفات الخاطئة من المواطنين وتم إيجاد حلول لتلك المشكلة وإعادة المياه إلى المنازل بعد أن تم تغيير مجرى الأنابيب الخاصة بالمياه بعيدا عن خزانات الصرف الصحي، مؤكدا أنه في الوقت الحالي تم تغيير مسار أنابيب المياه الخاصة في المنازل المتضررة وتغييرها بالكامل، وغسل الشبكة وأخذ عينات للمختبر للتأكد من سلامة المياه.