أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أمس، عن سيطرة القوات الأمنية الحكومية وأبناء العشائر على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات البيشمركة وتنظيم "داعش" الإرهابي في نينوى. وقال مصدر في قيادة عمليات الأنبار، إن مجمع الدوائر الحكومية وسط مدينة الرمادي، الذي يضم مبنى المحافظة، ومقر مجلسها وقيادة الشرطة، بالإضافة إلى عدد من الدوائر الأمنية والخدمية الأخرى هو تحت سيطرة الجيش، موضحًا أن عناصر تنظيم داعش الإرهابي هربوا إلى خارج المدينة بعد اشتداد المعارك، حيث قتل منهم 32 مسلحاً. وأفاد في بيان أن الحكومة أرسلت ثلاث طائرات شحن محملة بالأسلحة والعتاد المتوسطة والخفيفة للإسراع في تسليح أبناء العشائر، بالإضافة إلى إيصال العتاد إلى القوات الأمنية في المنطقة. يأتي ذلك في وقت اندلعت فيه اشتباكات عنيفة بين قوات البيشمركة ومسلحي "داعش" في ناحية بعشيقة شمال شرق محافظة نينوى، وتدخل الطيران الدولي وقصف أربعة مواقع يتحصن فيها عناصر التنظيم. وقال مصدر أمني في إقليم كردستان - رفض الكشف عن اسمه - ل"الوطن": "إن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح، أمس، بين قوات البيشمركة ومسلحين من "داعش" في ناحية بعشيقة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف الهاون". مشيرا إلى مشاركة طيران التحالف الدولي وقصف أربعة مواقع للتنظيم الإرهابي، في أطراف الناحية وبلدة بحزاني كبدت "داعش" خسائر بشرية ومادية". وتسكن في ناحية بعشيقة أغلبية مسيحية تم تهجيرها من مساكنها بعد سيطرة داعش على محافظة نينوى في التاسع من يونيو الماضي. وكانت طائرات عراقية ألقت منشورات على مدينة الموصل أول من أمس تدعو سكانها إلى تقديم الدعم للقوات الأمنية في ضرب مقار "داعش" تحمل توقيع وزارة الدفاع، تطلب منهم الوقوف إلى جانب القوات المسلحة في حربها ضد التنظيم. وفي محافظة الأنبار خاضت القوات الأمنية بمساندة مسلحي العشائر اشتباكات مسلحة ضد "داعش" في منطقة الحوز وسط مدينة الرمادي مركز المحافظة، وتمكنت من قتل عدد من عناصر التنظيم فيما وصلت إلى المنطقة قوة من جهاز مكافحة الإرهاب قادمة من بغداد إلى المنطقة استجابة لطلب مجلس المحافظة من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي. وشهدت العاصمة بغداد أمس مقتل وإصابة مدنيين بانفجار عبوات ناسفة، ففي مدينة الصدر شرق العاصمة قتل شخص وأصيب أربعة آخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدفت أحد المطاعم الشعبية، وبانفجارعبوة كانت مزروعة داخل حافلة لنقل الركاب قتل شخصان وأصيب 9 بجروح مختلفة أثناء مرور المركبة بالقرب من جامع الجهاد في منطقة الشعب، شمال شرق بغداد. إلى ذلك، أعلن رئيس المحكمة التحقيقية المركزية، القاضي ماجد الأعرجي، أمس، عن تسجيل 728 مفقوداً في جريمة سبايكر، فيما أشار إلى اعتقال 5 أشخاص على خلفية اتهامات بوقوفهم وراء الجريمة ضمن أوامر صدرت بإلقاء القبض على 160 متهماً. وقال الأعرجي، في حديث لوسائل الإعلام، "إنه تم تشكيل هيئة تحقيقية في جريمة سبايكر وتم التوصل إلى نتائج لن تستطيع المحكمة الكشف عنها في الوقت الحالي". وأوضح الأعرجي أنه "تم القبض على 5 متهمين بوقوفهم وراء الجريمة، وتم التحقيق معهم"، مضيفاً أنه "تم صدور مذكرات بإلقاء القبض طالت 160 متهما في جريمة سبايكر، كما صدر قرار بمنعهم من السفر وحجز أموالهم المنقولة وغير المنقولة". وقام تنظيم "داعش" بإعدام مئات من الطلبة والعسكريين أثناء خروجهم من مقر كلية القوة الجوية، بعد سقوط مدينة تكريت في قبضة التنظيم في العاشر من يونيو الماضي. حيث نشر التنظيم المتطرف في يونيو 2014 صوراً على شبكة الإنترنت لشباب منبطحين على وجوههم في العراء، ويقف خلفهم مسلحون ملثمون موجهين فوهات أسلحتهم باتجاههم، وقال التنظيم إن هؤلاء هم قسم من طلبة قاعدة سبايكر الذين تم إعدامهم، فيما بقيت أماكن جثثهم مجهولة. وتعتبر أحداث القتل الجماعي في معسكر "سبايكر" من أفظع عمليات القتل التي مارسها "داعش" في العراق، إذ يزعم التنظيم بأنه قتل 1700 جندي في الموقع. وفي شأن آخر، تعتزم الحكومة العراقية إعداد موازنة العام المقبل في ضوء انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، فضلا عن اتفاقها مع إقليم كردستان على تسوية الخلافات المالية المتعلقة بالملف النفطي. وقال رافد جبوري، المتحدث الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي ل"الوطن": "لتجاوز عقبات إقرار مشروع موازنة العام المقبل اعتمدت الحكومة العراقية جملة إجراءات لضمان تمريرها من قبل مجلس النواب منها ما يتعلق بانخفاض أسعار النفط، والاتفاق الأخير بين بغداد وأربيل حول الملف النفطي"، مشيرا إلى أن الفريق الحكومي يعمل بشكل منسجم وبما يحقق مصالح العراقيين وفي مقدمتها القضاء على الإرهاب".