"أمي سامحيني إذا كنت قد أخطأت في حقك".. آخر الكلمات التي قالتها الطالبة سحر عبدالله الشهراني (9 أعوام) لوالدتها وهي تهم بالخروج من المنزل مع شقيقتها ذاهبة إلى المدرسة، ولم تكن تعلم أنها ستكون ضحية لحادث مروري نتيجة تصادم حافلة النقل التي تقل 30 طالبة بسيارة أخرى على طريق رغوة التابعة لخميس مشيط. الحادثة التي نتجت عنها وفاة الطالبة وإصابة أخريات بإصابات مختلفة، دفع أخا سحر إلى التحدث بحسرة حول الحال التي آلت إليها حافلات النقل المدرسي. وقال مريح الشهراني ل"الوطن": "كنت قد اشتكيت منذ فترة من سائقي حافلات المدارس فهم غير مؤهلين للقيادة، وطالبت بتوفير سائق وباص جديد لهؤلاء الطالبات". وأضاف: "رحم الله سحر ولكن لا أزال حزينا على الوضع المأساوي الذي تعيشه الطالبات مع الباصات في كل صباح، وسبق أن تحدثت إلى مدير التريبة والتعليم بتغيير الباص والسائق وأن يجعل الطالبات جل اهتمامه لأن الطالبات دائما يشتكين من معاناتهم من الحافلات وتهور سائقيها". سحر وهي طفلة يتيمة الأب فقدت والدها قبل ثلاثة أعوام كما أصيبت أختها البالغة 10 أعوام بكسور، واستقبل أقارب الطفلة جموع المعزين وهم في حالة من الحزن الشديد فيما لا تزال والدتها مصابة بالفاجعة. وقال مريح: "إن العائلة حزينة جدا على وفاة طفلتنا الصغيرة، خاصة الأم التي فقدت زوجها قبل سنوات في حادث مروري أيضا، واليوم تفقد ابنتها، ولا تزال حزينة تذرف الدموع وتتنظر بأمل أن تطيب ابنتها الأخرى التي ترقد في مستشفى خميس مشيط". وأضاف مريح: "سحر وقبل أن تغادر إلى مدرستها قالت لوالدتها سامحيني يا أمي إذا وقع أي خطأ مني، فأجابت أمها باستغراب: اذهبي إلى مدرستك فأنت ابنتي الغالية ولم يحصل منك أي خطأ، ودعت لها بالتوفيق". إلى ذلك، نقل رئيس مركز يعرى فيصل بن عبدالعزيز بن مشيط تعازي أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد لذوي الطفلة المتوفاة في الحادث، كما نقل تعازي محافظة خميس مشيط، سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط ووكيل المحافظة فيصل سعد الشثري، سائلا الله أن يتغمد الطالبة المتوفاة برحمته وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان.