أكد سياسيون عراقيون، أن بيان الديوان الملكي السعودي متضمنا مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، سيفتح آفاق التعاون العربي المشترك، بما سيعكسه ذلك إيجابيا على الأوضاع العراقية. وقالوا في تصريحات إلى "الوطن"، إن المملكة سبق أن تبنت العديد من المبادرات للحد من حالات التشرذم الناتجة عن تحديات واجهتها الأمة العربية منذ زمن طويل، ومن هذا المنطلق فمثل هذه المبادرة التي ستستفيد منها كل الأمة، ليست غريبة على المملكة وقيادتها. واعتبر عضو الكتلة الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، النائب عدنان الدنبوس ما تضمنته مبادرة خادم الحرمين الشريفين، تأتي في إطار تحقيق تقارب بالمواقف العربية وحسم خلافات غذتها قوى خارجية. ودعا الدنبوس الحكومة العراقية إلى اتخاذ موقف واضح إزاء ما ورد في المبادرة الملكية السعودية، والتي أبرزت الحرص السعودي على تحقيق أمن واستقرار الشعوب العربية والإسلامية، في هذه الظروف والتحديات الراهنة، وما تتطلب من جهود مشتركة، خاصةً أن العراق يخوض حرباً ضد الإرهاب، وهو بأمس الحاجة للحصول على مساعدة أشقائه". وكانت العلاقات بين العراق والمملكة قد شهدت مؤخرا بعد إعلان تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي انفتاحا ملحوظا، تكلل بزيارة الرئيس فؤاد معصوم إلى الرياض، ثم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري. وتركت الزيارتان ارتياحاً لدى معظم القوى المشاركة في العملية السياسية وسط تطلعات لتطوير العلاقات الثنائية على المستويات كافة. ويرى الخبير المتخصص في الجماعات المسلحة هشام الهاشمي في تحقيق التقارب بين الدول العربية وحسب ما جاء في مبادرة الرياض، خطوة مهمة باتجاه القضاء على الإرهاب بالمنطقة. وقال إن "مسؤولية مكافحة الإرهاب تقع على عاتق جميع الدول العربية، والمملكة أعلنت في أكثر من مناسبة أنها مستعدة لتقديم كل وسائل الدعم والإسناد لمحاربة الجماعات المسلحة، فشاركت في التحالف الدولي، وقدمت مساعدات للنازحين العراقيين عن طريق منظمة الأممالمتحدة". وأضاف "لا بد للجانب العراقي ولاسيما بعد الانفتاح الأخير بين الرياض وبغداد، أن يتعاطى مع الموقف السعودي بإيجابية نظرا لما يحمل من أبعاد استراتيجية تصلح لتكون قاعدة عمل مشترك لتعاون عربي مستقبلي، يضع حداً لأي تدخل خارجي في بعض الدول العربية، ويعزز إمكانية القضاء على الإرهاب في أقرب وقت". وتعليقا على ماورد في بيان مبادرة خادم الحرمين الشريفين، حول دور قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام لتحقيق التقارب العربي، شدد رئيس كتلة التحالف المدني الديموقراطي في مجلس النواب مثال الألوسي على اعتماد وسائل الإعلام العربي والعراقي كافة، خطاباً يعبر عن تطلعات شعوب المنطقة للتخلص من مخاطر الإرهاب. وقال "للإعلام دور كبير في نبذ الخلافات وتحقيق التقارب بين الدول العربية، عبر تبني الخطاب المهني ونقل الحقائق إلى الجمهور والابتعاد عن إثارة الانقسامات الطائفية والمذهبية، واعتماد إجراءات تحظر نشر الفكر المتطرف، وإقامة ندوات وورش عمل يشارك فيها رجال الفكر والرأي، فضلا عن عقد مؤتمرات يشارك فيها مسؤولون تصدر توصيات تكون ملزمة التطبيق في مجال التعاون الأمني والاقتصادي والثقافي بين الدول العربية كافة". وفي سياق متصل، رحبت أوساط سياسية عراقية بالتوافق الخليجي، ووصفت قرار إعادة سفراء المملكة والبحرين والإمارت في دولة قطر، خطوة تمهد لتحقيق التقارب العربي.