اعتبرت منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة هيومان رايتس ووتش أن المسلحين الحوثيين وبعض قوات الجيش اليمني ارتكبوا تجاوزات لقانون الحرب خلال المواجهات التي شهدتها صنعاء في سبتمبر الماضي. وقالت المنظمة التي مقرها نيويورك إنها أحصت 6 حالات تم فيها استهداف مدنيين ومستشفيات. ونددت المنظمة بقيام الحوثيين باحتلال مدارس وقصف مقر الفرقة العسكرية السادسة بالرغم من كونه واقعا بالقرب من مستشفى. واعتبرت المنظمة أنه يتعين على الحكومة اليمنية أن تحقق في هذه التجاوزات التي ارتكبها الطرفان، وأن تحاسب المسؤولين عنها. وقام الحوثيون في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي بالسيطرة على معظم المرافق العامة في العاصمة اليمنية، وقاموا بعد ذلك بالتوسع نحو الغرب ونحو وسط البلاد.ولم يلق تقدمهم مقاومة في معظم الأحيان من الجيش، إلا أنهم يخوضون معارك مع قبائل مقربة من التجمع اليمني للإصلاح، ومع تنظيم القاعدة. ورغم اتفاق التهدئة الذي وقعته الجماعة مع الحكومة اليمنية، إلا أنها تماطل في تنفيذ الاتفاق، متعللة تارة برفض المرشحين لرئاسة الوزراء، واشتراط الحصول على حقائب وزارية في حالات أخرى. من جهة أخرى، تجددت مشاهد الاشتباكات المسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء صباح أمس بين مسلحين حوثيين وقوات من الشرطة اليمنية. يأتي ذلك بينما شهدت عدنبجنوب العاصمة تأهبا أمنيا قبل تصعيد مزمع للحراك الجنوبي يوم 30 نوفمبر الجاري. وقالت مصادر إعلامية إن الاشتباكات اندلعت بعد قرار قائد قوات الأمن الخاصة اللواء الركن محمد الغدراء باستبدال كتيبة "الحزام الأمني" بصنعاء، مما أدى إلى قيام جنود في الكتيبة بتنظيم احتجاج داخل المقر، أعقبته اشتباكات بين الجنود ومسلحين حوثيين من جهة، وحراسة قائد القوات من جهة أخرى. مشيرة إلى أن اللواء الغدراء تمكن من الخروج من المقر عقب الاشتباكات، ولم يعلن عن سقوط ضحايا. وفي عدنجنوبي البلاد، نشرت السلطات تعزيزات أمنية وعسكرية حول المنشآت الحكومية والخاصة، استباقا لتصعيد توعد به أنصار الحراك الجنوبي يوم 30 من الشهر الجاري. وبدأ هذا الاستعداد بعد يوم واحد من اجتماع ضم مختلف القيادات الأمنية والعسكرية، بعدنوالمحافظات المجاورة لها، خرج بعدة قرارات، من بينها الدفع بالآليات والأفراد إلى الشوارع، وتعزيز حماية المنشآت الحكومية والخاصة. وكانت قوى الحراك الجنوبي المطالبة بانفصال جنوب اليمن قد حددت يوم الثلاثين من الشهر الجاري للتصعيد والهجوم على المنشآت وطرد أبناء المحافظات الشمالية، على حد قولهم.