قتل ضابط في جهاز الاستخبارات اليمنية (الأمن السياسي) وأصيب مسلحان واعتقل آخر، إثر مواجهات مسلحة نشبت فجر السبت في مدينة خور مكسر بمحافظة عدن. وقالت مصادر أمنية ل«اليوم»: إن مسلحي القاعدة هاجموا مقر الأمن السياسي في خور مكسر فقتل العقيد طارق شرف الدين. ونقلت «فرانس برس» عن مصدر أمني أن المسلحين كانوا يتعقبون قاضيًا في المحكمة التجارية محاولين قتله عندما تدخلت مجموعة من المخابرات وتبادلوا إطلاق النار معهم فسقط الضابط قتيلًا. كما قتل في هجوم منفصل، شاب ناشط في الحراك الجنوبي، برصاص جنود في عدن التي سقط فيها يوم الخميس ثلاثة جنود في هجوم آخر للمسلحين. وقال مصدر في الحراك الجنوبي: إنه خلال تنفيذهم مداهمات في حي المنصورة بحثًا عن ناشطين انفصاليين الجمعة، أطلق جنود النار على مجموعة من نحو عشرة ناشطين كانوا في احد شوارع الحي، مما اسفر عن مقتل احدهم. وقال مصدر طبي: إن القتيل يدعى مبارك الشبواني، وان جثته نقلت الى إحدى مستشفيات المدينة. وقتل ثلاثة عسكريين في هجومين منفصلين نفذهما الخميس مسلحون مجهولون في منطقتي حضرموت واحور، كما افادت مصادر عسكرية الجمعة. وبينما شهدت محافظات يمنية أمس مظاهرات للمطالبة بالقصاص من رموز النظام السابق مع قرب ذكرى «جمعة الكرامة»، خرج صباح السبت اجتماع ضم العشرات من أبرز الشخصيات الاجتماعية والزعماء القبليين في قبيلة همدان بضرورة وقف «عدوان الحوثيين على بعض مناطق القبيلة». ملتقى قبيلة همدان يعد الاكبر منذ اندلاع المواجهات مع مسلحي الحوثيين وقد تعهد الآلاف من أبنائها بالقتال حتى دحرهم من المنطقة وقالت مصادر حضرت الاجتماع ل(اليوم): إن هذا الملتقى يعد الاكبر منذ اندلاع المواجهات مع مسلحي جماعة الحوثي المسلحة، وقد تعهد الآلاف من ابناء القبيلة بالقتال ضد الحوثيين حتى دحرهم من المنطقة. وكشفت مصادر محلية ان الكثير من منازل القادة الميدانيين لقبيلة همدان تم نسفها لدى استيلاء المسلحين الحوثيين الاسبوع الماضي على قراهم، وقال احد اهالي قرية ذرحان التي سيطر عليها الحوثيين لعدة ايام قبل مغادرتهم المنطقة: تم نهب محتويات بعض المنازل، كما تم زراعة ألغام في بعض المنازل خاصة ابرز مقاتلي قبيلة همدان وشخصيات قيادية لحزب الاصلاح (الاخوان المسلمين) في المنطقة ونسفها. وكان آلاف الحوثيين تظاهروا الجمعة، وبعضهم كان مسلحًا بالكلاشينكوف، مطالبين باستقالة الحكومة. وتجمعوا في عمران شمال صنعاء تحت رقابة مشددة من قوات الامن والجيش الذين انتشروا معززين بدبابات ومصفحات بعد الترخيص بالتظاهر. وبحسب محللين فإن المتمردين الحوثيين المتمركزين في شمال اليمن حيث يسيطرون خصوصًا على محافظة صعدة يحاولون كسب المزيد من الاراضي لتوسيع منطقة نفوذهم في الدولة الاتحادية المستقبلية. ودعا المحتجون الذين أحاطت بهم عربات التمرد الحوثي التي يعلوها قاذفات صواريخ الى إقالة محافظ عمران محمد حسن دماج عضو حزب الاصلاح الاسلامي العدو اللدود للحوثيين، وأيضًا اللواء حميد القصيبي قائد الفرقة 310 المصفحة للجيش. وتفرق المتظاهرون اثر ذلك في هدوء وغادروا عمران، بحسب مصادر عسكرية وامنية. وقال ضابط في الجيش بعمران لوكالة فرانس برس: «تركنا المحتجين يدخلون ويتظاهرون في عمران بعد ان حصلت السلطات في صنعاء من المتمردين على ضمان بعدم اللجوء الى العنف». وقال مصدر عسكري الخميس: إن هدف الحوثيين «السيطرة على مدينة عمران ومحاصرة العاصمة»، وذلك بعد اشتباك خلف مقتل ستة حوثيين وجنديين في منطقة حمدان على الطريق الى صنعاء. سياسيًا، وضمن التحضيرات لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، أرسل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وفدًا للقاء قيادات جنوبية معارضة في الخارج، وأشارات وسائل اعلامية يمنية ان الامانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني بالتنسيق مع رئاسة الجمهورية أرسلت شخصيات للقاء قيادات جنوبية في قوى الحراك الجنوبي، من اجل اشاركها في تشكيل الهيئة الوطنية لمراقبة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار التي سيتم إعلانها قريبًا. ويثير القتال الدائر في مديرية همدان بأطراف العاصمة، قلق الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، معتبرين ان هذا القتال «يهدد الآن باستدراج» الى العنف، وقال بيان مشترك لسفراء الدول العشر المعتمدون في صنعاء: إنه لم يتم «التساهل إزاء الجماعات المسلحة التي تعمل بشكل غير قانوني»، وتابعوا: إن سفراء مجموعة الدول العشر في غاية القلق وبشكل خاص من العنف الدائر في المناطق الشمالية، والذي يهدد الآن باستدراج البلد بشكل اكبر، بينما الجماعات المسلحة تتحرك باتجاه العاصمة صنعاء». وأشار بيان بثته وكالة سبأ للأنباء الى الجهود التي يقوم بها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في بناء التوافق من خلال الحوار، كما دعوا جميع الأطراف ممن لها علاقة بأعمال العنف المستمرة في انحاء البلد كافة أن تعمل سويًا وجنبًا الى جنب مع الرئيس هادي للتأسيس لحوار سياسي هادف من أجل تسوية خلافاتهم». مطالبين «بعدم التصعيد»، وأكدوا على ضرورة «التهدئة»، وقال البيان: إن الخلافات السياسية يجب أن تحل عن طريق الحوار، وليس العنف إذا أردنا لليمن أن يحقق تطلعات شعبه». ونبهوا في ختام البيان إلى أنه لن يتم التساهل إزاء الجماعات المسلحة التي تعمل بشكل غير قانوني للترويع باستخدام العنف ضاربة بعرض الحائط مصالح الشعب. من جهته اعتبر د.فارس السقاف، مستشار الرئيس اليمني، أن الحوثيين لن يقدموا على مهاجمة العاصمة صنعاء والاستيلاء عليها؛ لأنها ستكون عملية انتحارية. معربًا عن اعتقاده أن الحوثيين «يريدون تقديم أنفسهم سياسيًا، وفرض أمر واقع على الأرض لتحصل تغييرات في المعادلة السياسية في طور تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، ويحصلوا على مكاسب سياسية في مؤسسات الدولة المقبلة».