التقت "الوطن" على هامش مهرجان الشعر العربي الثاني، في الباحة، مع عدد من النقاد والشعراء العرب، حول التجربة الشعرية من خلال النصوص المشاركة في المهرجان حيث قالوا: - د. حافظ المغربي جامعة المنيا – مصر قال: يعيد الشعر السعودي مساءلة ذاته من خلال جيل واعد تكريسا لشعرية مغايرة للجيل السابق، هذا جيل فقه مبكراً جداً إنَّ الخيال قريب المأتى لا يصنع ذائقة سويّة في عالم غامض، انتقل همه إلى القصيدة المعاصرة، ليهوّم في نتاجهم الجديد عبر غموض شفيف وصفه "فرلين" أشبه بصورة امرأة عيونها جميلة تشفُّ من تحت النقاب، وهذا ما يكرس لشعرية المغايرة، سيكون قادم القصيدة لهم، ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب، بل على مستوى الوطن العربي. وإذا ما انتقلنا من العام إلى الخاص سنجد أنَّ مهرجان الشعر كشف مواهب كانت مطمورة في نسغ الشعرية الصامتة لتنطق بصور بكرٍ لم تألفها الشعريات الغابرة، ولولا خوفي أن أخشى بعضهم لأعلنت عنهم جميعاً، نصيحتي لهذا الجيل أن يحدو على مشروعه الشعري ليتبوأ مكانة لائقة به، تصنع نفسها في عصامية لا تصنعها لغة إعلام المجاملات التي تطفئ في قرائحهم جذوة الشعر التي يجب أن تبقى متوهّجة. وإذا ما أردنا أن نضرب بذلك مثلاً فلن نجد ملتقى أفرز ما أفرزه نادي الباحة الأدبي من خلال مهرجانيه الشعريين الأول والثاني، هذه المنطقة - الباحة - ستظل ولوداً بعبقريتها مكاناً ومكانةً، بوصفها محضناً من محاضن الشعر، تفرّخ لنا شعراء متميزين تتنادى بهم هذه الأرض من بنيها ومن ولدوا شعراء مبشرين عبر مؤتمريها. - د. عبد الناصر هلال - مصر تجربة تتأرجح بين العمق والسطح، لكن كثيرًا من التجارب دارت في فلك التقليد بعيدًا عن البحث عن جماليات راهنة تتوازى مع فلسفة الواقع وجدل الذات مع العالم. د. أشرف عطية - مصر *بطبيعة الحال تبقى القصيدة العربية سماعية منبرية تجد تجاوباً واسعاً بين الجمهور، خاصة إذا كانت القصيدة عمودية تقليدية، أو حتى إذا كانت قصيدة تفعيلية، ولا شك أن السبب في ذلك لكون هذين النمطين من الشعر يتسمان بالشفوية والغنائية معاً، وذلك بخلاف قصيدة النثر التي لا تنجح عادة في إحداث تجاوب مع جمهور يسمع لأنها قصيدة ذات طابع كتابي تأملي تقتضي القراءة والمراجعة الدائمة. - سي محمد البلبال بو غنيم - المغرب: لا يمكننا أن نتحدث عن تجربة بل عن تجارب، فهناك من يعمل على تطوير الشعر العمودي، وهناك من يعمل على تطوير قصيدة النثر، عموما استمتعنا بالشعر وأصوات شعرية قوية، ولا بد أن نقر بأنه كانت هناك أشعار تتراوح بين الضعف والمتوسط. - محمد عبدالله البريكي - مدير بيت الشعر بالشارقة: لا نستطيع الحكم على تجربة متكاملة وكلية من خلال مشاركة في مهرجان أو فعالية، فالمشهد الشعري في أي مكان يحتاج إلى وقت فسيح ورصد لما يقدم من منتج، والمملكة بمساحتها المترامية في قلب الأرض النابض بالحب والعطاء بحاجة إلى قلب ينبض بالاستكشاف والحفر والغوص بما يتناسب مع جغرافيتها للوصول إلى دانات كثير تع كنزا وإرثا وضوءا يمد خيوطه إلى الزمن الآتي، والمهرجان كأي مهرجان يقدم ويساهم في هذه العملية التكاملية. - الشاعرعبدالرحمن كمال – سوريا: إن تجربة الشعر في هذا اللقاء الذي جمعنا فيه نادي الباحة أثرت فينا نحن الشعراء، مساحات كبيرة، وجميلة في كل أنواع الشعر الحديث، والعمودي، والتفعيلة، تعود بنا إلى ذكريات نسجها التاريخ في ذاكرتنا، عن سوق عكاظ، وكأنه عكاظ القرن العشرين. - الطيب برير يوسف – السودان: من الصَّعب أن تؤخذ التجربة الشعرية السعودية في مهرجان الباحة على الإجماع في القول كون الأصوات الشعرية متفاوتة والتجارب متفرقة بين المدارس، ويحمد لهذا المهرجان أنه استطاع أن ينتدب إلى منبره هذا التنوع الكبير في الأصوات الشعرية، متيحا لها المساحة لتأخذ طريقها إلى العلن دون ضوضاء الإقصاء أو النفي لنوع شعري دون الآخر، وهو عين ما أتوقعه من أي ملتقى يهتم بالشعر. - الشاعر السوري ماجد الأسود: أنا سعيد جداً بما وصلت إليه التجربة الشعرية السعودية من رقي وازدهار في ديوان الشعر العربي بنوعيه العمودي والتفعيلة.. فقد استمتعنا به مع قصائد العمود والحداثة الشعرية التي أبهجت قلوب الحاضرين.. وجعلت من أمسيات نادي الباحة حدائق متنوعة الأزهار والعبير - أحمد حسن محمد - مصر تجربة غنية بما فيها من اختلافات ومقامات ثرية في تنوعها، تعرضت -عقلاً وقلباً- لكثير من النصوص الشعرية السعودية التي اجتاحني بعضها وأمطرني بعضها وأمَّلني بعضها. -عبدالله السّمطي - مصر بالتأكيد لا يتسنى لنا أن نجوس بشكل عميق في التجربة الشعرية السعودية بوجه عام من خلال القصائد التي ألقيت في المهرجان، بيد أن التأمل في النصوص التي ألقاها الشعراء السعوديون يبدي لنا أن ثمة تنوعاً شعريّاً يقف أولاً على عتبات الشكل التي بدت بشكل مطور من جهة أداء المعنى، والصورة المبتكرة، لنصل ثانياً إلى مختلف الأشكال الأخرى الحديثة، بالتأكيد هناك نصوص رائعة، في المقابل هناك نصوص لم تكن على قدر المأمول، لكن بوجه عام هي تجربة تستحق الكشف وتستحق الإصغاء كثيرا للوقوف على أجمل معطياتها وثرائها وتفتحها الجديد. - الشاعر عبدالله بيلا لا يمكن حصر التجربة الشعرية السعودية بملتقى الباحة الشعري ولكن يمكن القول بأن المهرجان قد انتخب من الشعراء السعوديين من شتى المراحل الزمنية والإبداعية ما يمكن اعتباره مقياسا معقولا لمدى تنوع وتطور التجربة الإبداعية الشعرية السعودية. وربما خان البعض انتخاب نصوصه الملقاة في المهرجان بسبب التزام الشعراء بزمن محدود وضئيل للإلقاء. ولكن لا يمكن لمن حضر هذه الفعالية ألا أن يستبشر بحركة الشعر السعودي ويتفاءل بمستقبل أجمل وأفضل للشعر السعودي، وحضور الشعراء السعوديين الشباب في الفعالية بقصائد معلقة لفتت انتباه الكثير من النقاد الحاضرين، ويظل الأمل في أن تستمر جذوة الشعر مشتعلة إلى أقصى آماد الإبداع الشعري.