أكملت مجموعة من "المتطوعين" في مكةالمكرمة رصد وتوثيق كل ما يتعلق بالهوية التاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والبيئية، تعزيزا للهوية الروحانية للعاصمة المقدسة. وانبثقت المبادرة "معاد" من مواقع التواصل الاجتماعي تويتر بهاشتاق، أسفر عن اجتماع وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة سابقا الدكتور عبدالعزيز الخضيري بالمتطوعين، فيما قال رئيس المبادرة الكاتب الدكتور فائز صالح جمال ل"الوطن": "تعمل المبادرة على تعزيز الهوية المكية والعناية بالتراث العمراني والمواقع الأثرية ومواقع التاريخ الإسلامي من خلال التوثيق التاريخي والجغرافي الرقمي لمواقع الآثار النبوية والمعالم التاريخية وتسجيلها بالمخططات والخرائط الحكومية بما يضمن الحفاظ عليها، بالإضافة لتحديد المسارات النبوية والمواقع الأثرية الدينية والتاريخية في الحرم والحل، والتذكير بسيرة النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام، وتوفير خدمات ومرافق حضرية تلبي حاجات زوار البلد الحرام والعمل على التنمية المجتمعية فيما يتعلق بالعادات والقيم وإعادة النسيج السكاني المكي والحياة الاجتماعية حول المسجد الحرام، والعمل على التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال تعزيز منافع الحج والعمرة واستعادة المهن القديمة من خلال تحويل هذه الأفكار إلى حلول عملية وعلمية لحفظ التراث العمراني والهوية والروحانية المكية من دون أن تخل بمخططات التنمية المتكاملة، بل تسعى إلى التكامل معها، مع تحقيق هدفها ورؤيتها". وأشار جمال إلى أن من أبرز المواقع التي تسعى المبادرة للحفاظ عليها "قصر السليمان، بئر طوى، قصر كوير" وكان لأمير منطقة مكةالمكرمة سابقا الأمير خالد الفيصل دور كبير في حمايتها". جمال أشار إلى أن اختيار المبادرة وقع على مسار الفتح كأحد مسارات النبوة والتاريخ ليكون نموذجا للمشاريع العملية في تحقيق رؤيتها في تعزيز الهوية، بالإضافة لمشروع مقترح بديل لمعالجة مصاطب توسعة الحرم المكي الشريف لتعكس هوية العمارة المكية ومشروع تطوير مبنى مكتبة مكةالمكرمة "موقع ولادة النبي عليه الصلاة والسلام" مع ترسيخ دوره كمكتبة لطلاب العلم والمعرفة، ومشروع تطوير "مسار المدعى" الذي يعود تاريخه إلى 1000 عام، وتوظيف المواقع الأثرية الواقعة عليه وتأمين احتياجات ضيوف الرحمن، وتطوير "بئر طوى" والمنطقة المحيطة بها كمرفق مائي للراحة والاغتسال وتطوير إحدى "خرزات عين زبيدة" الكائنة بالقرب من "مسار المدعى" وعمل مرفق مائي للشرب والوضوء، مستدركا بأن هذه المشاريع ستحقق أهداف المشروع الرائد (مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري). ولفت جمال إلى أن العناية بمواقع التاريخ الإسلامي والهوية المكية لم تكن وليدة اليوم، فمنذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، أمر ببناء مكتبة بموقع مولد النبي عليه الصلاة والسلام لحماية معالم النبوة، وحول بيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد مدرسة للقرآن الكريم، ودار الأرقم مدرسة للتوحيد، ووثق كل ذلك بصكوك شرعية وقفية لحمايتها، ثم في عهد الملك فيصل أصدر مرسوما لحماية الرواق التاريخي بالحرم، تلا ذلك الملك خالد الذي أمر بتعديل مسار الطريق بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة لحماية قبر أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث، ثم في عهد الملك فهد والملك عبدالله جاءت بحفظ روحانية مكةالمكرمة.