أشار عدد من المثقفين إلى أن مهرجان الشعر، الذي يستضيفه أدبي الباحة، سيكون دافعا للشعراء والشعر والنهوض به، خصوصا أمام السرد. في البداية قال الشاعر محسن السهيمي: في يقيني أن المهرجان الثاني للشعر ب(أدبي الباحة) سيمثل انتصارا معنويا كبيرا للشعر في مواجهة السرد الذي زاحمه حتى كاد أن يغيبه. في الوقت نفسه سيشكل دفعة قوية لعودة الشعر ليتبوأ المكانة اللائقة به، وسيمثل نقطة تحول في مفاهيم المتلقي للإبداع تجعله يتيقن أن الشعر لا يزال بخير، وأن القائمين على المؤسسات الثقافية لا يزالون أوفياء معه، وتجعله يتيقن -حال انجلاء النقع- أن الشعر هو الأحق بالصدارة. أما الدكتورة هند المطيري فقالت: سعدت بدعوة نادي الباحة الأدبي لحضور هذه التظاهرة الأدبية العربية، ولا شك في أنها مناسبة سعيدة تتزامن مع بداية عام هجري جديد، وحين تكون المناسبة للشعر وفي جنة من جنان الأرض لا يعود التعبير ممكنا. هنا يجتمع سحران؛ سحر البيان وسحر الطبيعة، وحسبك من هذا المهرجان أن جمع الحسنيين معا في الواقع. وقالت الدكتورة مها العتيبي: لا زال الشعر ديوان العرب ولغتهم النابضة وذائقتهم الخلاقة، وإن تطور السرد فأنا مؤمنة بأن الشعر لا يزال فن العرب الأول، له مريدوه، يأتي هذا المهرجان ليعطي للشعر عنوان الاحتفاء الجميل والبهي. وقال الدكتور عبدالله السمطي: الشعر لم يتراجع وسيبقى الشعر فن العربي الأول لأنه مرتبط بروحه وحياته ومصيره ومرتبط بذاكرته وتراثه وهو ارتباط أبدي وأكثر ما في مخيلة العربي هو الشعر وما يرتبط بالقصيدة والغناء والحداء وما يرتبط أيضا بالأغنية والإنشاد والتاريخ، وحين يقوم أدبي الباحة بعقد المهرجان الثاني للشعر فهو يستعيد هذا البريق الشعري الكامن فينا لتوطيد دعائم القصيدة. الأديبة أسماء الزهراني قالت: لا أرى هناك تراجعا للشعر أمام السرد، سوى بمعيار كمي، لا يضيف للسرد كما لا ينقص من قيمة الشعر على الساحة المحلية، فإغراق السوق الثقافية بالمنتج السردي ناتج عن عدم وجود معايير تحكم النشر، واحتفاء القارئ بهذا المنتج نتيجة بديهية لتخلي المؤسسات الثقافية عن دورها في صناعة القارئ الناضج. في المقابل يحتفظ الشعر بقيمته الجمالية لارتفاع سقفه عن القراءة المجانية، التي تحتضنها وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول الشاعر جاسم عساكر: لم يكن في المهرجانات الشعرية إلا أن تلتقي بقامة شعرية كنت تحلم أن تصافحها يوما ما لكفى، ويكفي في المهرجانات أن تغدو وجهة للشعراء التائهين عن أنفسهم حين يلتقون بذواتهم الأخرى التي حلت في أناس آخرين، وبعد أن اطلعت على برنامج اللقاء لم تستوعبني اللغة لأقول للمنظمين "شكرا مكبرة آلاف المرات" على هذه الفعالية الضخمة التي يرعاها أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود، ويحضرها وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة، الذي هو معني بهذه الفعالية بصفته الشاعر كما صفته المسؤول، هذا عدا ما يستقطبه هذا المهرجان الضخم من شخصيات من مختلف الأقطار العربية، وما يجذبه من أسماء لها ثقلها الشعري ومكانتها الثقافية العالية. ويقول الشاعر عبدالرحمن لطفي: الشاعر أولا قبل الشعر كما الإنسان قبل الوطن.. إلا إذا عنيت بالشعر رمزا للشعراء. سيكون اللقاء منارة يلتقي فيها الشعراء يتبادلون تراثهم الشعري فيزداد في هذا الحراك حراكهم وإبداعهم. وتقول الشاعرة مارية الأحمدي: في اعتقادي أن الشعر تظاهرة جمالية ومن حقها أن تنال حيزا واسعا من الفعاليات والملتقيات الثقافية.. ومهرجان الباحة الشعري يصب في هذا الاتجاه .. وسيكون لهذا المهرجان أثره الواضح والجميل على المستوى الشعري المحلي والعربين، حيث يضم نخبة مميزة من الشعراء والشاعرات والذي بدوره سيرسم لوحة جمالية رائعة. الدكتور صالح سعيد الزهراني قال إن الثقافة كما هي تحكيك فهي احتكاك، لذلك كانت الرحلة في طلب العلم والسير في الأرض من الضروريات لتوسيع مدارك الإنسان واكتشاف ذاته ومعرفة ما عنده وما لدى الآخرين من نجاحات يضيفها لرصيده. وجزء من إشكالنا الثقافي يكمن في تمحورنا حول ذواتنا. وتبدل قيمنا الثقافية والاجتماعية مرتبط ارتباطا وثيقا بانفتاحنا على العالم واكتشافنا ما لديه من جديد لم نعرفه. ومهرجان الشعر في نادي الباحة يجري على هذا السبيل. لأنه يمنحنا فرصة الالتقاء بالأشقاء العرب والحوار معهم، ولا يغني الحوار في الفضاء السبراني عن حميمية اللقاء ولذة الاكتشاف للمكان والإنسان، كما أن هذا المهرجان سيكون بمثابة الترمومتر الذي نستشف به صحة الشعر ودرجة حرارته وحرارة المتلقي الذي ينتظر هطوله.. الباحة التي كانت تسمى إلى زمن ليس بالبعيد عروس السراة المنسية أصبحت تصنع الحدث وتنافس على صناعته بهمة وإبداع أعضاء مجلس إدارة النادي الذين جعلوا العمل الثقافي تكليفا وليس تشريفا.. الباحة لم تعد تكتفي بتقديم المبدعين وإنما أصبح الإبداع صناعة تفاخر بها وهي برجالها ونسائها جديرة بهذه الريادة.