أكدت المملكة أن ظاهرتي الإرهاب والتطرف اللتين لا تمثلهما ديانة أو ثقافة إنسانية من أخطر التحديات التي تواجه مجتمعنا البشري، الأمر الذي استوجب معه تواصل الجهود الدولية وتعاضدها لصد هذه الآفة الخطيرة. وأكد وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد خلال مشاركة المملكة في مؤتمر قلب آسيا الوزاري الرابع الذي عقد مؤخراً في بكين أن "الإسلام بريء من هذه الجماعات الإرهابية ومبادئها وأهدافها فهو دين سلام وتفاهم وتسامح ووسطية، ويحترم كرامة الحياة البشرية وحرية ومعتقدات وحقوق الإنسان، ولا يجيز سفك الدماء أو ترويع الآمنين والتعدي على حرمات البشر". وقال: ينعقد مؤتمرنا هذا في مرحلة مهمة تمر بها أفغانستان، التي اجتاز شعبها مؤخرا عملية الانتخابات الرئيسية، حيث تمكن خلالها من تشكيل حكومته الجديدة، ونتطلع لأن يسهم ذلك في تحقيق طموحات شعبها نحو الأمن والاستقرار والتنمية والرفاه. وتابع: ويأتي انعقاد هذا المؤتمر الوزاري الهام، امتدادا لما سبق من مبادرات ومؤتمرات، وعلى رأسها مؤتمر "قلب آسيا" الوزاري المنبثق عن "عملية إسطنبول من أجل الأمن والتعاون الإقليميين" الذي انعقد في إسطنبول في نوفمبر 2011، والمؤتمر الوزاري لعملية إسطنبول المنعقد في كابول في يونيو 2012، ولا يفوتني هنا الإشادة بما حققته عملية إسطنبول من تقدم نحو إقامة تعاون إقليمي بناء لإيجاد حلول مشتركة لمشاكل المنطقة، وتقديم الدعم والعون لأفغانستان لمواجهة المعوقات والتحديات، وتحقيق طموحات وتطلعات شعبها المشروعة، آخذين في الاعتبار أن أفغانستان مازالت تعاني الكثير من المشاكل والتحديات التي تتطلب تعاونا فاعلا على المستويين الإقليمي والدولي لتمكينها من تجاوز المخاطر والتحديات التي نواجهها. وأوضح الأمير الدكتور تركي بن محمَّد أن المملكة سبق وأن شاركتْ في أعمال مؤتمرَي إسطنبولوكابول بصفتها إحدى دول مجموعة "عملية إسطنبول"، حيث جدّد المشاركون فيهما تأكيدهم على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي، ودعم أفغانستان في مجالات الأمن وإعادة الأعمار والتنمية، مع احترام سيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، ومحاربة الإرهاب والتطرف الذي يشكل تحديا للمجتمع الدولي ومصدر تهديدٍ لأمنه واستقراره مما يتطلب معه تضافر الجهود والتعاون على المستويين الإقليمي والدولي لمواجهته، ومكافحة إنتاج المخدرات وتهريبها وترويجها.