حث مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء المسلمين إلى تقوى الله عز وجل واغتنام الأوقات والتبصر فيما مضى منها، داعياً إلى محاسبة النفس عن أعمالهم في عامهم الماضي، والتوبة إلى الله عز وجل. وقال في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: تمر بنا الأيام والشهور والأعوام ونحن في سباتنا غافلون، العمر مهما كان قصيراً أو طويلاً فإنه أيام قصيرة وعمر قليل، خذ من مضي الأيام والليالي تبصراً وعضة وإن مرور الأيام والليالي مراحل تقدمك وتأخرك عن الدنيا وتقدمك إلى الآخرة وكل يوم يمضي عليك فلن يعود، قرّبك من الآخرة منزلة وأبعدك من الدنيا منزلة، أيها المسلم.. خذ من انقضاء العام انقضاء العمر ومن مرور الأيام مثل سرعة أيامنا بالموت ومن تحول الدنيا ومن تحول الدعوات إلى تحول إلى مجيء الآخرة وانقضاء الدنيا، وعلى كل منا أن يقف مع نفسه موقفاً محاسبا ومناقشاً هل كان في عامه الماضي عليه في سعادة وأعمال صالحة والقيام بما أوجب الله عليه؟ وهل كان يحمد الله على هذه النعمة ويستقيم على هذه الحال؟ أم أن هناك تقصيراً في الواجبات والفرائض وضعفاً في أداء الواجبات وتقصيراً في ذلك؟ فليتب إلى الله توبة نصوحاً". وأهاب مفتي عام المملكة بالمسلمين إلى المبادرة بالتوبة النصوح إلى الله من سيئاتهم وأعمالهم القبيحة، سواء من عقوق للوالدين، أو قطيعة رحم، أو تهاون بأداء الصلاة في أوقاتها، أو ممن دخل إليه أموال لا يعرف حلها من حرمتها أو أموال يعرف حرمتها كالرشوة، أو ممن يغش الناس في بيوعهم، أو ممن تعدى على الأموال العامة ظلماً وعدواناً، أو ممن تلوث فكرك بتلك الأفكار الضالة والدعايات المضللة للذين أفسدوا في الأرض ويرفعون شعارات يظنون أنها تنفعهم وأنهم على أسس إسلامية ومن دول إسلامية والله يعلم ما يعلم من أعمالهم مما فيه الشر والبلاء للإسلام فتب إلى الله وابتعد عن اتباعهم وانج بنفسك وبمن تستوجب تخليصه من هذه المكائد الضالة. وقال: "أخي المسلم، قد تكون في مرحلة شبابك وطيشك ممن اقترف بعض المحرمات أو فعل بعض الجرائم فتب إلى الله من ذنوبك قبل أن يحال بينك وبين التوبة، إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، فلنتب إلى الله ولنلجأ إليه ولنتب إليه، فهو جل جلاله الذي يقبل التوبة عن عباده، ولنستقبل عامنا بجد واجتهاد وعزيمة صادقة ولعل الله أن يعفو عن زلاتنا وخطايانا فإنه غفور رحيم. وأضاف سماحته: أخي المسلم الخطأ ممكن من كل منا، يقول صلى الله عليه وسلم: كلكم خطاء وخير الخطاءين التوابون، فكل يوم خطأ منا لكن من رحمة الله بنا وفضله وإحسانه أن جعل ملجأ نلجأ إليه وهو التوبة إليه والإنابة إليه واستغفاره ليمحو عنا زلاتنا وخطايانا. وأكد أهمية الوقوف مع النفس ومحاسبتها والتفتيش في مسيرتها قبل أن تحاسب يوم القيامة، مبينا أن الله جل وعلا خص هذه الأمة بأن جعل التوبة لها ملجأ من الخطايا والسيئات وجعل توبتها ندماً وإقلاعاً من الذنب وندماً على ما مضى وعزماً صادقاً على أن لا يعود، والله جل وعلا رحمهم من المعاصي فشرع لهم التوبة فيما بينه وبينهم وذاك فضل الله يؤتيه من يشاء.