فيما تواصل أمس دخول عناصر قوات البشمركة إلى مدينة عين العرب السورية على الحدود مع تركيا، لمساعدة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في قتالها متشددي تنظيم الدولة "داعش"، تسارعت الإدانات الدولية للمجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري بحق المدنيين في مخيم للاجئين بمدينة إدلب. وكان مقاتلو البشمركة قد تقاطروا، محملين بأسلحة ثقيلة فجر أمس إلى بلدة سوروج التركية المقابلة لمدينة عين العرب، وقالت مصادر إعلامية تركية إن قوات الأمن في أنقرة اتخذت تدابير أمنية مشددة أثناء مرافقة الرتل الذي كانت بانتظاره مجموعات من الأكراد لتحيته. ويتكون الرتل من 38 مركبة، ينتظر أن تدخل المدينة من خلال معبر مرشد بينار الحدودي بعد الانتهاء من الإجراءات المطلوبة. وقد شوهد اصطحاب ذلك الرتل عدة أنواع من الأسلحة الثقيلة، منها الدوشكا وصواريخ كاتيوشا ومدافع الهاون، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر. وكان رتلان مماثلان قد وصلا الأراضي التركية فجر أول من أمس، تمهيداً لتوجههما إلى عين العرب. وما زالت تلك القوات موجودة في الأراضي التركية، ولم تعبر بعد إلى الجانب السوري. وأشارت المصادر التركية، إلى أن عدداً من عناصر البشمركة عبروا أول من أمس إلى مدينة عين العرب للاستطلاع وتحديد المسار الأفضل لدخول القوات. وفي خطوة مفاجئة، اعتبرت دمشق أن سماح تركيا بدخول قوات البشمركة عبر أراضيها إلى كوباني يشكل "انتهاكا سافرا" للسيادة السورية. وقالت وزارة خارجيتها في بيان "مرة أخرى تؤكد تركيا حقيقة دورها التآمري ونواياها المبيتة وتدخلها السافر في الشأن السوري من خلال خرق الحدود السورية في منطقة عين العرب بالسماح لقوات أجنبية وعناصر إرهابية تقيم على أراضيها بدخول الأراضي السورية". من جهة أخرى، دانت الولاياتالمتحدة إقدام سلاح الجو السوري على قصف مخيم للاجئين في مدينة إدلب بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية "جنيفر بساكي" في بيان أمس: "روعتنا التقارير عن قيام نظام الأسد بقصف مخيم عابدين للنازحين في إدلب بالبراميل المتفجرة، وإزاء الصور التي تظهر حصول مجزرة بحق مدنيين أبرياء. وهذا الهجوم الذي لا يمكن وصفه بأقل من همجي". وأضافت: "عبرنا باستمرار عن إدانتنا لاستهتار نظام الأسد بالحياة البشرية، وخصوصاً العنف الذي يستخدمه ضد المدنيين، ونحن واضحون بقولنا إن هذا النظام يجب أن يحاسب على وحشيته وفظائعه ضد الشعب السوري. وكانت طائرات تابعة لجيش النظام قد ألقت البراميل المتفجرة على المخيم الذي يضم مدنيين فروا من الحرب، وأعلنت مديرية صحة حماة التابعة لوزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، أن 60 شخصا قتلوا وأصيب نحو 190 آخرين. وأضافت في بيان أن القصف استهدف مخيم عابدين الذي أنشئ قبل عدة أشهر لاستقبال المدنيين الفارين من قصف القوات النظامية على بلداتهم وقراهم بريف حماة الشمالي. ووفقا للمصدر فإن عددا كبيرا من الضحايا أطفال ونساء. في غضون ذلك، أعلن تنظيم الدولة تمكن مقاتليه من اقتحام حواجز قوات النظام داخل حقل شاعر للغاز في حمص، مشيراً إلى أن عدد قتلى جنود النظام وصل إلى 100 قتيل، وأسر آخرين. وفي درعا، تعرض مخيم للاجئين إلى قصف من قبل قوات النظام أمس، في حين ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مناطق في بلدة دير العدس، كما قصفت قوات النظام مناطق في الطريق الواصل بين بلدتي نوى وتسيل بريف درعا. وعلى صعيد محافظة ريف دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: "إن قوات النظام قصفت مناطق في أطراف بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي، كما سقط صاروخان يعتقد أنهما من نوع أرض – أرض على مناطق في أطراف بلدة عين ترما من جهة المتحلق الجنوبي.