قدمت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق، أمس، طلبا إلى الحكومة ومجلس النواب يتضمن إمكانية التحرك في مجلس الأمن الدولي لإقامة دعوى بشأن الجرائم التي اقترفت من قبل عناصر "داعش" منذ فرض سيطرتهم على محافظة نينوى في يونيو الماضي وتهجير سكانها من العرب والمسيحيين والإيزيديين إلى جانب جرائم أخرى في محافظات ديالى والأنبار وصلاح الدين وكركوك وفقا لرصد منظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان. وقالت عضو المفوضية بشرى العبيدي ل"الوطن": "إن الطلب الذي قدم إلى الحكومة والبرلمان بالتحرك في مجلس الأمن الدولي ليتولى تحريك شكوى ضد جرائم "داعش" لدى المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وأعلنت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان، الأربعاء، الماضي عن صدور موافقة رئاسة مجلس النواب على طلب المفوضية باعتبار جرائم إرهابيي "داعش" التي اقترفت ضد المدنيين جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. ولتأكيد سيطرة القوات العراقية على ناحية جرف الصخر وتحريرها من الإرهابيين عقد مجلس محافظة بابل أمس جلسته الاعتيادية في الناحية الواقعة شمال المحافظة وقرر تغير اسمها إلى "جرف النصر". وبدروه أعلن قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبدالأمير الشمري، تطهير منشأة المثنى الكيمياوية شمال العاصمة من سيطرة "داعش". وقال عبر بيان "إن قوة من تشكيلات الفرقة التاسعة، وفوج آلي من الشرطة الاتحادية، تمكنت من تحرير منشأة المثنى، الواقعة على طريق سامراء – الثرثار"، مضيفاً أن تلك القوات "ستباشر بتطهير الطريق من المتفجرات وفتحه ليكون سالكا نحو بعض مدن محافظة الأنبار". بدورها أكدت وزارة الدفاع أمس تطهير منطقة الرفوش غرب العاصمة ورفع العلم العراقي فوق بناية رسمية في المنطقة، فيما أكدت مقتل 50 إرهابياً خلال العملية. وقالت الوزارة في بيان، "إن أفواج وسرايا اللواء (60) تمكنت وبعملية تعرضية واسعة، من تطهير قرية الرفوش غرب بغداد، ورفع العلم العراقي فوق بناية مشروع ماء الرفوش وأسفرت العملية عن مقتل 50 إرهابياً جثثهم بقيت متناثرة في أرض المعركة". وفي محافظة صلاح الدين تمكنت قوات الجيش من تفجير 14 سيارة مفخخة كانت مهيئة من قبل إرهابيي "داعش" لمهاجمة قطعات الجيش المتقدمة باتجاه قضاء بيجي شمال تكريت. وفي السياق ذاته، أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية بأن خمسة من عناصر الجيش سقطوا بين قتيل وجريح بتفجير عبوة ناسفة أمس مستهدفة دورية تابعة للجيش العراقي في قضاء الطارمية، شمال بغداد، مما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الدورية وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بعجلة الدورية". وفي حادث مماثل بمنطقة سبع البور قتل شخصان وأصيب ثمانية بجروح. وفي شأن آخر، عقد مجلس النواب العراقي أمس جلسته ال24 برئاسة سليم الجبوري وبحضور 183 نائبا وشهدت الجلسة أداء اليمين الدستورية، عدنان الدنبوس، بدلا عن إياد علاوي، وإجراء القراءة الأولى لعدد من مشاريع القوانين. على صعيد آخر، أكدت بغداد انفتاحها على كل دول الجوار لضمان أمن المنطقة واستقرارها، واستعدادها للتعاون لمحاربة الإرهاب، فيما تواصلت العمليات العسكرية لتحرير المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش". وقال المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، رافد جبوري، في تصريح صحفي، "إن العراق منفتح على كل دول المنطقة ولا توجد عقدة أو مشكلة مع أي دولة، وهدفنا أن ينتصر العراق في مواجهته مع الإرهاب"، مبينا أن "العراق تقدم خطوات في طريق التواصل مع دول الجوار ويأمل أن يستمر تقدم الآخرين باتجاهه أيضاً" مشيرا إلى أن "الحكومة العراقية تسعى للتأكيد وعلى أعلى المستويات بأن خطر "داعش" يهدد أمن المنطقة". وزار العبادي في الأيام الماضية إيران، ثم الأردن والتقى الملك عبدالله الثاني والمسؤولين في الحكومة لبحث القضايا المشتركة، في ثاني زيارة له خارج العراق بعد تسلمه منصبه رئيسا للوزراء.