تواصلت أمس حملة الجيش اللبناني لإقرار الأمن والاستقرار في طرابلس، حيث استطاعت القوى الأمنية دخول حي باب التبانة وسط المدينة، فيما استمرت عناصره في مطاردة المتشددين والخارجين على القانون. وأشارت مديرية التوجيه بقيادة الجيش في بيان رسمي إلى أنها مستمرة في إكمال مهمتها، وثمنت المساعدات اللوجستية التي قدمها لها سكان المدينة، مؤكدة من جديد أن معركتها ليست مع أبناء طرابلس، بل ضد المتشددين الذين أرادوا جر المدينة إلى مواجهة مع الجيش والقوى الأمنية. وقالت في بيان: "تستمر وحدات الجيش في تنفيذ عملياتها العسكرية في مدينة طرابلس ومحيطها، حيث تمكنت من دخول آخر معقل للجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة التبانة، واعتقلت عدداً منهم، فيما تمكن آخرون من الفرار مستفيدين من طبيعة المباني السكنية، بعد أن أقدموا على زرع عبوات مفخخة في الأحياء السكنية، خاصة في محيط مسجد عبدالله بن مسعود، حيث يعمل الجيش على تفكيكها. وقد تمّ العثور على مخازن أسلحة ومعمل لتصنيع المتفجرات". واستبعد البيان بشدة، إمكانية إبرام أي تسوية مع الإرهابيين، موضحاً أن الهدف الرئيسي للعملية هو تطهير طرابلس من كافة البؤر الإرهابية، وفرض سلطة القانون وقوته، قبل إجراء أي حديث سياسي، وأضاف البيان: "تنفي قيادة الجيش حصول أي تسوية مع هذه المجموعات، وكل ما قيل يدخل في إطار الاستغلال السياسي لبعض السياسيين المتضررين من نجاح الجيش السريع والحاسم في استئصال هذه المجموعات التي طالما أسرت مدينة طرابلس وعاثت فيها تخريباً. وستواصل وحدات الجيش بعد أن تمّ تعزيزها باستقدام قوى جديدة، تنفيذ تدابيرها الأمنية، وتعقّب بقايا المجموعات الإرهابية، ومداهمة المناطق المشبوهة كافة". كما دعا البيان المسلّحين الفارين إلى تسليم أنفسهم، مؤكداً أنه لن يتهاون في كشف مخابئهم أو يتراجع عن مطاردتهم حتى توقيفهم". وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قد ترأس صباح أمس، اجتماعاً أمنياً بحضور وزراء العدل والدفاع والداخلية وقيادات الأجهزة الأمنية. وفيما عرض قائد الجيش العماد قهوجي وقادة الأمن، تطورات الأوضاع في طرابلس وعمليات التصدي للإرهابيين، أكد سلام "ضرورة متابعة المواجهة التي يقوم بها الجيش وقوى الأمن ضد الخارجين عن القانون، بغض النظر عن الجهة التي ينتمون إليها، ومهما كانت الشعارات التي يتخفون وراءها"، ورفض "العودة إلى حالة الانفلات الأمني التي كانت فيها طرابلس وأهلها رهائن لمصلحة مشاريع مشبوهة". وشدد على أن "الحكومة تقف صفاً واحداً وراء القوى العسكرية والأمنية الشرعية في المعركة التي تخوضها لضرب الإرهابيين، وإعادة الأمن والأمان إلى طرابلس والشمال"، مؤكداً أنه "يولي عناية خاصة للأوضاع الإنسانية المتأتية عن المعارك"، موضحاً أنه "طلب من الوزارات المعنية ومن الهيئة العليا للإغاثة القيام بواجباتها في هذا المجال، وعدم توفير أي جهد لإصلاح الأضرار وتلبية احتياجات الأهالي وتعويضهم". ونوقشت في الاجتماع الخطط العسكرية الموضوعة واتخذت في شأنها القرارات المناسبة. في غضون ذلك، اتخذ الجيش أمس إجراءات أمنية حول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لحفظ الأمن والاستقرار في محيطها، تفادياً لحصول توترات أمنية في تلك المخيمات على خلفية الأحداث التي تشهدها مدينة طرابلس. وأوضحت التقارير الأمنية أن الجيش اتخذ التدابير في محيط مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين القريب من مدينة طرابلس، وعند مداخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من مدينة صيدا. وكان مجهول قد ألقى قنبلة صوتية عند المدخل الشرقي لمخيم عين الحلوة قرب أحد مواقع الجيش، مما تسبب في حالة توتر سرعان ما تمت معالجته وعودة الأجواء إلى طبيعتها.