بينما استمرت أمس غارات قوات بشار الأسد على حمص وعدد من المدن السورية مخلفة عشرات القتلى والجرحى، أكدت مصادر المعارضة السورية أن قيادة المنطقة الوسطى الأميركية لديها خطة بوضع هيكلية للمعارضة خصوصاً العسكرية، وتريد إنشاء "مجلس عسكري" جديد ويشمل قوى المعارضة السورية المسلحة، ويكون التعاطي من خلال المجلس في شؤون التدريب والتسليح. وكان قائد المنطقة الوسطى الجنرال لويد أوستن قد أشار إلى هذا الأمر في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا بواشنطن، لافتا إلى ضرورة أن يكون لدى المعارضة السورية السياسية والعسكرية بنية جديدة، لكن تقارير إخبارية قالت إن القيادة العسكرية الأميركية جادة في الوصول إلى خريطة تنظّم المعارضة السورية وتؤهلها لتكون طرفاً كاملاً يحمي أراضي يسيطر عليها ويتلقى الدعم من واشنطن. وكان المرصد السوري قد أعلن أمس عن مقتل 29 مدنيا على الأقل بينهم 12 طفلا مساء أول من أمس في غارات جوية شنتها قوات الأسد على حمص، وقال المرصد إن 22 شخصا بينهم 16 من أفراد عائلة واحدة قتلوا في الغارات في تلبيسة. وفي سياق متصل، سقط عدد من القتلى والجرحى جراء البراميل المتفجرة التي سقطت على ساحة مكتظة بالسكان في حي الوعر. وفي حلب سقطت البراميل المتفجرة على مساكن هنانو وخلفت دماراً هائلاً في المباني السكنية. من ناحية ثانية، قال مسؤولون أكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن مسلحي تنظيم "داعش" حاولوا السيطرة على موقع حدودي في مدينة عين العرب "كوباني" السورية الواقعة على الحدود مع تركيا إلا أن مقاتلين أكرادا صدوهم. وأوضح المسؤول الكردي المحلي إدريس ناسان، أن مقاتلي التنظيم مازالوا يصرون على السيطرة على "كوباني" منذ بدء القتال قبل أكثر من شهر رغم الضربات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة على مواقع التنظيم ومقتل المئات من مقاتليه، مشيرا إلى أن مقاتلي التنظيم قصفوا مساء أول من أمس بوابة كوباني الحدودية، ولكن المقاتلين الأكراد صدوهم في الجنوب والغرب. وأضاف "بالتأكيد سيحاولون ثانية بعدما جلبوا تعزيزات وإمدادات جديدة وهم يتقدمون". وأشار إلى أن خسارة البوابة الحدودية -وهي الطريق الرسمي الوحيد للمقاتلين الأكراد في كوباني للعبور إلى تركيا- سيمثل ضربة كبيرة للمقاتلين الذين يدافعون عن كوباني، وكذلك للمدنيين المتبقين في المدينة. ويتوقع أن يصل مقاتلون من البشمركة الكردية العراقية لتعزيز المقاتلين في كوباني، وأغلبهم من وحدات حماية الشعب السورية الكردية، ولكن لم يتضح متى. ومن جانبه، لفت المرصد السوري أمس إلى مقتل 815 شخصا في القتال من أجل السيطرة على المدينة خلال الأربعين يوما الأخيرة، وأكثر من نصفهم من تنظيم "داعش".