عقب يوم من تسليم واشنطن أسلحة لمقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية لمساعدتهم في قتالهم متشددي تنظيم الدولة "داعش" في مدينة عين العرب المحاصرة، شن مقاتلو التنظيم هجمات مضادة على مواقع القوات الكردية في "كوباني". وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم شن في وقت متأخر من مساء أمس هجوماً على جميع المحاور باتجاه المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الأكراد، وقال إن الاشتباكات التي لا تزال تدور بين التنظيم ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية "عنيفة". وجاءت هذه الهجمات عقب تنفيذ تنظيم الدولة تفجيرين بسيارتين ملغمتين شمال عين العرب. وأضاف المرصد أن المقاتلين الأكراد استهدفوا تجمعات لعناصر تنتمي إلى التنظيم بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة، وقال مديره رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية: "استهدف مقاتلو وحدات حماية الشعب فجر أمس تجمعات للمتشددين في مناطق تقع في القسم الشرقي من عين العرب، مستخدمين القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة". وكان مقاتلو داعش قد شنوا في وقت متأخر ليل أول من أمس هجوماً جديداً على مواقع المقاومة الكردية، عقب تنفيذ اثنين من مقاتليه تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في شمالها. وقال المرصد إن دوي انفجار قوي ناجم عن انفجار سيارة مفخخة قد سمع شرق المدينة. إلى ذلك، شنت طائرات التحالف الدولي فجر أمس غارات جديدة على مواقع مقاتلي داعش، وقال بيان صادر عن القيادة الأميركية الوسطى إن الغارات الأخيرة أدت إلى مقتل 5 متشددين، فيما أضاف المرصد أن 12 مقاتلاً آخرين قتلوا في الاشتباكات مع المقاومة، بينهما عنصران فجرا نفسيهما، بينما قتل 5 مقاتلين أكراد في الاشتباكات ذاتها. في سياق متصل، رحبت واشنطن بقرار أنقرة السماح لمقاتلين أكراد بعبور الحدود للدفاع عن عين العرب، حيث قال وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو إن أنقرة تساعد مقاتلي البيشمركة الأكراد على عبور الحدود التركية للتوجه إلى عين العرب. وتزامن ذلك مع إعلان المتحدث باسم قوات البيشمركة الكردية العراقية استعدادَها لإرسال مقاتلين إلى المدينة. وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته لإندونيسيا أن إدارة الرئيس باراك أوباما قررت مساعدة المجموعات الكردية التي تقاتل في عين العرب السورية، واصفا عدم تقديم الدعم لتلك المجموعات "بالتهرب من المسؤولية". وعلى صعيد الوضع الميداني في سورية، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 22 شخصاً في مختلف المدن السورية أمس من بينهم طفلان، في وقت تمكن الجيش الحر من السيطرة على عدد من الحواجز العسكرية في محافظة درعا بعد اشتباكات استمرت 4 أيام. ففي العاصمة دمشق وريفها، شنَّ طيران النظام غارات جوية على عدد من المناطق والبلدات من بينها عربين وزبدين في الغوطة الشرقية لريف دمشق وعلى حي جوبر شرق دمشق، كما ألقت الطائرات براميل متفجرة على مخيم خان الشيخ بريف دمشق الغربي، في حين قصفت الدبابات مخيم اليرموك جنوب العاصمة. وقصف طيران النظام بالبراميل المتفجرة منطقة الملاح شرق مدينة حريتان في ريف حلب، وفي الوقت ذاته قصفت مدفعية النظام مدينة الحولة بريف حمص. وفي درعا، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن الجيش الحر تمكن من السيطرة على حاجز أم المياذن وفندق النخيل وحاجز المعصرة والكازيات، بينما تستمر الاشتباكات حاليا في محيط جمرك نصيب الحدودي بريف درعا الشرقي ضمن ما يطلق عليها "معركة أهل العزم".